إسرائيل تدرك الأوضاع الحقيقية في سيناء لكنها تتجنب العمل هناك خشية إلغاء اتفاق السلام مع مصر
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       يبدو أن الحكومة الإسرائيلية ما زالت تتعامل مع الجمهور العريض في إسرائيل على أنه ولد مشاغب لا يجوز أن تحكي له الحقيقة فيما يتعلق بجوهر العلاقات مع السلطة الجديدة في مصر. بناء على ذلك، فإنه لدى إطلاق صاروخين من شبه جزيرة سيناء على مدينة إيلات أمس (الأربعاء)، تصرّف المسؤولون في إسرائيل كما لو أن ذلك حدث فجأة، وأنه لا بُد من إجراء تحقيق لتقصّي الوقائع المتعلقة به، بينما في واقع الأمر يدرك هؤلاء المسؤولون من أين أُطلق الصاروخان، ولماذا لم تقم منظومة "القبة الحديدية" بإسقاطهما.

·       وإزاء هذا، يجب القول إنه في كل ما يتعلق بالأوضاع السائدة في سيناء، فإن إسرائيل تواجه مأزقاً لا تعرف كيف تتصرف إزاءه. ومع أن كبار المسؤولين السياسيين والعسكريين حرصوا، في أثناء الاحتفالات بمناسبة ذكرى مرور 65 عاماً على قيام إسرائيل هذا الأسبوع، على إطلاق تصريحات شعبوية تتعلق بالقضايا الأمنية، إلاّ إنهم عملياً يقفون عاجزين أمام ما يحدث في سيناء.

·       كما يجب أن نشير إلى أن المؤسسة الأمنية تلقت في الآونة الأخيرة معلومات استخباراتية تفيد بأن هناك منظمات تنوي أن تطلق صواريخ على إسرائيل، ولذا قامت بنصب منظومة "القبة الحديدية" بالقرب من إيلات. ويمكن الافتراض أن هذه المؤسسة نقلت هذه المعلومات الاستخباراتية إلى الجهات المعنية في مصر، غير أن هذه الجهات لم تتخذ أي خطوات حازمة ضد تلك المنظمات.

·       إن فحوى المأزق الذي أتحدث عنه هو أن إسرائيل تدرك تماماً ما هو حجم النشاط المسلح الذي تقوم به مجموعات "إرهابية" في سيناء، ومدى الخطر الذي يشكله على سكانها في المناطق الجنوبية، لكنها في الوقت نفسه تتجنب مواجهة هذه المجموعات داخل الأراضي المصرية بسبب خشيتها من أن يتسبب ذلك بإلغاء اتفاق السلام بين الدولتين. وليس من المبالغة القول إن هذا الوضع لن يتغير في المستقبل المنظور، ولا سيما في ضوء قيام الرئيس المصري محمد مرسي بإصدار تعليمات تقضي بعدم استعمال القوة ضد البدو في سيناء.

 

·       وبرأيي، إذا كانت إسرائيل راغبة في الحفاظ على أمن سكانها في الجنوب، فإن الوقت حان كي تقول لمصر إنها إذا لم تقدم على اتخاذ الخطوات اللازمة لمكافحة المجموعات "الإرهابية" فإن الجيش الإسرائيلي سيتكفل بمكافحتها في حال استمرارها في إطلاق الصواريخ على الأراضي الإسرائيلية.

 

المزيد ضمن العدد 1640