نتنياهو وباراك سينقلان رسالة إلى الولايات المتحدة مفادها أن إسرائيل وحدها تقرر ما إذا كانت ستهاجم إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       وصل وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إلى إسرائيل أمس في زيارة خاطفة يلتقي خلالها رئيس الدولة ورئيس الحكومة ووزير الدفاع ورئيس الأركان العامة للجيش ومسؤولين آخرين. وستتركز المحادثات على الخلاف بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، والمساعي المشتركة التي تبذلها الدولتان لمنع انتقال السلاح الكيماوي من سورية إلى لبنان. وسيقول نتنياهو وباراك لبانيتا، إن إسرائيل تحتفظ بحقها في الدفاع عن نفسها، وهي وحدها ستقرر ما إذا كان عليها مهاجمة إيران. وقد ذكر مصدر حكومي كبير للصحيفة أن من واجب إسرائيل أن تكون المسؤولة الوحيدة عن أمنها، وأعرب عن تقديره لعدم تخلي الولايات المتحدة عن إسرائيل، حتى لو قررت هذه الأخيرة مهاجمة إيران، على الرغم من المعارضة الأميركية لذلك.

·       وتأتي زيارة بانيتا لإسرائيل في ظل الموجة الجديدة من التسريبات التي تحدثت عن عملية عسكرية إسرائيلية محتملة ضد المنشآت النووية الإيرانية. وكان رئيس الحكومة قال أمس في سياق سلسلة من المقابلات أجراها مع عدد من محطات التلفزة إن "إيران تريد تدميرنا، ولن أسمح بحدوث ذلك." وأوضح أن القيادة السياسية وحدها التي ستتخذ قراراً بالهجوم، وذلك رداً على التقارير التي تحدثت عن أن الطاقم العسكري الرفيع المستوى في الجيش - رئيس الأركان بني غانتس ورئيس الموساد تامير فوردو وسائر كبار المعنيين بالموضوع- يرفض شن هجوم إسرائيلي على إيران في الوقت الحالي، وخصوصاً قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

·       وعلى الرغم من أن القرار بالحرب على إيران لم يتخذ بعد، تدور في إسرائيل معركة معقدة بشأن المسألة الإيرانية، وذلك على ثلاثة مستويات: بين الإدارة الأميركية والقيادة الإسرائيلية؛ بين الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني؛ بين الطبقة السياسية في إسرائيل والطبقة العسكرية. وتستخدم هذه الأطراف وسائل الإعلام أداة في معركتها هذه.

·       يتمحور الجدل الإسرائيلي- الأميركي حول مسألة الهجوم، وبصورة خاصة حول توقيته. ولقد تطرق بانيتا مرتين إلى هذا الموضوع خلال الساعات الـ 48 الأخيرة، في المحطتين اللتين توقف فيهما: تونس ومصر. واعترف بأن العقوبات على إيران لم تدفع الزعامة الإيرانية إلى التخلي عن طموحاتها النووية، لكنه ادعى أن هذه العقوبات كان لها تأثير كبيرفي الاقتصاد الإيراني، ورأى أنه من الضروري مواصلة الضغط الدولي، معتبراً أن إعلان إيران استعدادها البحث في حل سياسي للأزمة دليل على تأثير العقوبات فيها.

·       وقال وزير الدفاع الأميركي إن الولايات المتحدة وإسرائيل لن تبحثا في خطط عسكرية تفصيلية ضد إيران، وإنما "سنواصل العمل على بضعة خيارات... وعلى تبادل المعلومات الاستخباراتية بشأن طبيعة الخطر." وكان الرئيس الأميركي باراك أوباما قد أعلن في واشنطن أنه قرر فرض جولة جديدة من العقوبات على إيران.

·       في مقابل التصريحات العلنية، شهدت الأيام الماضية تسريبات كبيرة لم يسبق لها مثيل تتعلق بالموضوع الإيراني. فقد نشرت صحيفة "هآرتس" تقريراً عن خطة هجوم أميركية عرضت على نتنياهو (والرسالة التي أراد الأميركيون تمريرها هي أنهم قادرون على التحرك بصورة أفضل من الإسرائيليين)، أمّا صحيفة "يديعوت أحرونوت" فقد تحدثت عن نية أميركية لمهاجمة إيران بعد عام ونصف العام وليس قبل ذلك. والمغزى من هذا كله هو أن الولايات المتحدة تعتزم القيام بهجوم ضد إيران لكن ليس في الوقت الحالي، وهي تحاول عرقلة أي هجوم إسرائيلي يمكن أن يحدث قبل تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، كما تسعى لتقييد إسرائيل بهدف التشديد على الالتزمات المشتركة بين الدولتين.