· في حين لم يُعرف بعد ما إذا كانت زيارة المرشح الجمهوري ميت رومني لإسرائيل قد حققت هدفها السياسي فيما يتعلق بأصوات اليهود والإنجيليين في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإن الصورة تبدو أكثر وضوحاً بالنسبة إلى إسرائيل، التي حصلت، حتى قبل وصول رومني إليها، على رزمة من التقديمات الأمنية الشاملة من البيت الأبيض، وذلك في أجواء احتفالية استثنائية.
· في الحقيقة، لا تعكس هذه التقديمات، بالضرورة، مدى التزام أوباما بالعلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بقدر ما كان يراد بها التعتيم على زيارة رومني لإسرائيل والتقليل من أهميتها. فقد وضع أوباما رزمة التقديمات الأمنية لإسرائيل في مقابل التأييد الكلامي لها من جانب خصمه. ومع ذلك، فإن توسيع التعاون الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل في مواجهة الأخطار التي تحدق بها، هو بمثابة ربح خالص بالنسبة إلى إسرائيل، حتى لو تم ذلك في موسم انتخابي، وحتى لو كان الرئيس الأميركي يتوقع أن يؤدي توسيع التعاون إلى تقليص حظوظ شن هجوم إسرائيلي على إيران.
· وفي إطار سعي الإدارة الأميركية الحالية لأن تثبت للناخبين اليهود بأنها لا تقل حرصاً على أمن إسرائيل وازدهارها من الحزب الجمهوري، يمكننا أن نتوقع أن ينسق الرئيس أوباما مع الكونغرس بشأن فرض مزيد من العقوبات المؤلمة على طهران. كذلك يمكن أن تؤدي المواقف الحادة للمرشح الجمهوري إزاء إيران إلى انتهاج سياسة أميركية أكثر تشدداً تجاهها، الأمر الذي سيخدم المصالح الأمنية الإسرائيلية.
· ثمة سؤال يطرح نفسه الآن، وهو: هل سيكون لزيارة رومني لإسرائيل تأثير مباشر في تصويت الجمهور اليهودي في السادس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل؟ حتى الآن يحظى رومني بتأييد 32٪ من الناخبين اليهود، وذلك مقارنة بـ 22٪ من أصوات اليهود الذين اقترعوا لمصلحة المرشح الجمهوري جون ماكين سنة 2008.
· ويبدو أن سلوك باراك أوباما تجاه إسرائيل في بداية ولايته، واستقباله البارد لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في نيسان/ أبريل 2010، أديا إلى تراجع شعبيته وسط الجالية اليهودية. في الواقع، فإن الأحداث التي وقعت منذ ذلك الحين وحتى الآن، بما في ذلك زيارة رومني لإسرائيل ورزمة التقديمات الأمنية، سيكون لها تأثير هامشي في حسم هذه الانتخابات، لكن نظراً إلى المنافسة الشديدة بين المرشحين، فإن الفوارق الضئيلة هي التي ستحسم هوية المنتصر.