· عنصران خطيران جديدان اتضحا أكثر فأكثر في السنة (الميلادية) الفائتة: الأول، وهو الشعور المتنامي بين العديد من الفلسطينيين، هو أنهم إذا واصلوا، بصبر وطول نفس، في عشرات السنوات المقبلة، الامتناع عن منح الشرعية لدولة يهودية منفصلة إلى جوار دولة فلسطين، ففي وسعهم أن يحولوا إسرائيل إلى دولة ثنائية القومية، بل إلى دولة فلسطينية تضم أقلية يهودية في المستقبل الأبعد. والثاني هو الدخول الفاعل والعنيف لإيران في حرب الإبادة ضد دولة إسرائيل وفي حملة تقويض شرعيتها في العالم بواسطة التضامن الديني الإسلامي. ينبغي أن نتذكر أن هذا التغيير يعتبر جذرياً في سياسة إيران التي أقامت طوال أكثر من 30 سنة علاقات دبلوماسية طبيعية بل حتى وديّة مع إسرائيل. ويخلق هذان العنصران تشاؤماً جديداً في الطريق الطويلة التي نسير فيها منذ سنوات عديدة.
· تبعاً لذلك يتعيّن أن نطرح الآن هدفين واضحين في مقدمة أولويات إسرائيل: الهدف الأول هو توسيع شرعية إسرائيل في العالمين العربي والإسلامي، وذلك عبر مفاوضات سلام مع سورية. والهدف الثاني هو إحباط حلم "أرض إسرائيل الكاملة" لدى الفلسطينيين بواسطة الفصل المستمر بين الشعبين في مناطق الضفة الغربية. ولا يزال من الممكن البدء بالإخلاء السريع والأحادي الجانب لبعض البؤر الاستيطانية والمستعمرات المعزولة من دون انسحاب الجيش.
