من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تخيل أنك بعت منزلاً وكان من المفترض أن تتقاضى ثمنه أربع دفعات متساوية، وأن الدفعات الثلاث الأولى تمت في موعدها لكن الرابعة لم تحدث، فقد أخبرك المشتري أنه ليس مستعداً لدفعها واقترح عليك توقيع اتفاق جديد مع مواعيد مختلفة للدفع. هذا ما حدث تحديداً بين نتنياهو وعباس. لم يطلق نتنياهو الدفعة الأخيرة من الأسرى واقترح بدلاً منها صفقة جديدة. لكن أبو مازن طالب بتنفيذ ما اتُفق عليه ولم ينفذ.
· فكيف يمكن والحال كذلك ادعاء أن الفلسطينيين هم الذين خرقوا الاتفاق وفجروا المفاوضات وأنه لا يمكن الاعتماد عليهم؟ وعلى الأرجح، فإن الطلب الذي قدموه إلى الأمم المتحدة للانضمام إلى 15 معاهدة جاء رداً على خرق نتنياهو للاتفاق وإعلان بناء 708 وحدات سكنية جديدة في حي جيلو.
· يتحدثون في إسرائيل عن الضغوط الكبيرة التي يمارسها اليمين التطرف على بنيامين نتنياهو، لكن لدى أبو مازن أيضاً أطراف متشددة تضغط عليه وتدعي أنه يتعاون مع إسرائيل وأن نتنياهو يذله، ويطالبونه بالتخلي عن سياسة ضبط النفس والعودة إلى الهجمات والإرهاب لأن الإسرائيليين لا يفهمون سوى لغة القوة.
· لم يخرق نتنياهو الاتفاق من طريق المصادفة، فمثل هذه الخطوة تخدم بقاءه السياسي، لأن عدم إطلاق 26 أسيراً يمنع داني دانون وزئيف إلكيم من تقديم استقالتيهما من الحكومة، الأمر الذي كان سيزعزع استقرار هذه الحكومة ويزيد من الضغط على وزراء البيت اليهودي كي يستقيلوا هم أيضاً. من جهة ثانية، يتمسك يائير لبيد وتسيبي ليفني بمنصبيهما تمسكاً كبيراً. وأعلن لبيد أن لديه شكوكاً في أن أبو مازن يرغب بالتوصل إلى اتفاق.
· إن قلبي مع جميع هؤلاء الذين ينظرون إلى المفاوضات كمدخل إلى اتفاق ما، ولكن نتنياهو لا يحلم لحظة واحدة بتوقيع وثيقة تفرض العودة إلى حدود 67 مع تعديلات بسيطة على الحدود القائمة وإخلاء مئات آلاف المستوطنين، بل هدفه هو البقاء في المناطق إلى الأبد. وما عدا ذلك لا يعدو كونه تكتيكاً مثل إلقائه خطاب بار- إيلان [سنة 2009 حين اعلن موافقته على حل الدولتين] وتجميده البناء في المستوطنات، وهو أحياناً يطلق أسرى، وأحياناً يعود إلى المفاوضات ثم يفجرها. فبالنسبة إليه كل شيء مشروع من أجل كسب الوقت لأن "الوقت يعمل لصالحنا". فكل يوم يمر معناه بيت جديد وشجرة جديدة وطريق جديد وعائلة جديدة، وكلما زاد عدد المستوطنين، سيصبح إخلاؤهم أصعب أكثر فأكثر. ففي الماضي لم يكن هناك "إجماع" على بقاء الكتل الاستيطانية داخل إسرائيل، واليوم أصبح هناك إجماع على ذلك، وربما في الغد سينشأ إجماع على "عدم وجود شريك" وننضم جميعاً إلى حزب الليكود.
· لقد تصرف نتنياهو بهذه الطريقة خلال ولايته الأولى، فصرّح عشية الانتخابات بأنه يقبل اتفاق أوسلو، لكنه ما إن وصل إلى الحكم سنة 1996 حتى فتح النفق في القدس وأشعل الضفة الغربية وتسبب بإراقة الدماء ووسع المستوطنات وفجر العلاقات مع ياسر عرفات، إلى أن نجح في القضاء على اتفاق أوسلو الذي كان يعتبره خطراً استراتيجياً.
· لذا لا مشكلة لديه في العودة إلى طاولة المفاوضات لأنها جزء من تكتيك العودة إلى التفاوض والتحاور والتبادل الذي لا ينتهي للآراء. وهذا جيد لخفض التوتر الداخلي والخارجي.