على اليسار الإسرائيلي الوقوف ضد الحرب على إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       إن الولايات المتحدة دولة ذات مصالح سياسية واقتصادية متعارضة أحياناً، إذ يصعب توقع ما سيحدث في حال تم جرها إلى حرب ضد إيران. ويجب ألاّ ننسى أنه منذ الحرب العالمية الثانية تورطت هذه القوة العسكرية في حروب دموية، استفاد الاقتصاد الأميركي من بعضها. فهل يحاول بنيامين نتنياهو إيجاد وضع يجبر من خلاله الولايات المتحدة على خوض حرب في المنطقة؟

·       مما لا شك فيه أن نتنياهو يدرك تماماً أنه ليس في مقدور الجيش الإسرائيلي حسم حرب تدور على بعد 3000 كيلومتر عن إسرائيل، كما أنه يعلم أن نتائج هذه الحرب لا تضمن "التخلص من الخطر". فماذا سيحدث لو قامت إيران بالرد على الهجوم ضدها بقصفنا يومياً بخمسة صواريخ شهاب لمدة عام؟

·       إذا اعتبرنا أن نتنياهو يناور، وأن لا مجال لحصول أي هجوم إسرائيلي على إيران، على الأقل في ظل الوضع الحالي للاقتصاد الغربي ومن دون الحصول على ضوء أخضر من الأميركيين، وإذا افترضنا أن الحرب في سورية، والتي يمكن اعتبارها مقدمة للحرب على إيران، لم تتحول إلى حرب إقليمية، وإذا ما أخذنا في عين الاعتبار أنه طوال الفترات التي تولى فيها نتنياهو رئاسة الحكومة لم تخض إسرائيل حروباً (على عكس حكومات حزب العمل وحكومة إيهود أولمرت التي خاضت حربين)، فإن هذا معناه أن كل كلام نتنياهو عن الحرب ضد إيران قد لا يعدو كونه ترويجاً للحرب من دون خوضها.

·       لقد كان يتعين على اليسار الإسرائيلي أن يشكل تكتلاً مناهضاً للحرب على إيران، وأن يقوم بدور لا يستطيع أي طرف سياسي القيام به، لأن ليس هناك موضوع يمكن أن يجمع حوله جمهوراً عريضاً مثل معارضة الحرب.

·       علينا ألاّ ننسى أن الحديث عن الحرب هو سلاح سياسي فعال في يد السلطة تستطيع بواسطته القيام بتقليصات اقتصادية، وزيادة الميزانية الأمنية بدلاً من خفضها لمصلحة تقديم تسهيلات في مجالات الصحة والتعليم والإسكان.

·       صحيح أن الحرب ستجلب علينا كارثة كبيرة، بيد أن الحديث عنها يعطل النضال من أجل العدالة الاجتماعية.