· رفض الاتحاد الأوروبي الأسبوع الفائت طلب إسرائيل إدراج حزب الله ضمن لائحة المنظمات التي يعتبرها "إرهابية". وكانت إسرائيل تقدمت بهذا الطلب في إثر العملية المسلحة التي جرى تنفيذها في منتجع بورغاس في بلغاريا واستهدفت حافلة ركاب للسياح الإسرائيليين، وفي إثر تصاعد المخاوف من احتمال نقل أسلحة كيماوية من سورية إلى حزب الله. وتمثلت حجة رفض هذا الطلب في أن حزب الله هو حزب سياسي لديه جناح عسكري، ويعتبر ضالعاً بصورة كبيرة وفاعلة في الحياة السياسية اللبنانية، ولا توجد أي أدلة قاطعة تثبت أنه كان متورطاً في العملية المسلحة التي وقعت في منتجع بورغاس.
· وفي واقع الأمر فإن حزب الله، الذي تعتبره الولايات المتحدة منظمة "إرهابية"، يعمل كمنظمة "إرهابية" تنفد أوامر إيران، وكحزب سياسي لبناني. ولذا ينطوي موقف الاتحاد الأوروبي على خطأ فادح، ذلك بأنه يضفي شرعية على ممارسة "الإرهاب". وكان يتعين على هذا الاتحاد أن يقرر بصورة لا تقبل التأويل أنه لا يمكن في الوقت نفسه ممارسة "الإرهاب" والحصول على شرعية العمل كحزب سياسي، وأن الاشتراك في العملية الديمقراطية والحصول على شرعية عالمية يجب أن يكونا رهن التنصل من "الإرهاب".
· إن حزب الله هو ميليشيا مستقلة مسلحة تحصل على وسائل قتالية من إيران وسورية، ولا توجد دولة واحدة في العالم، وخصوصاً في أوروبا، اعترفت بميليشيا مسلحة كحزب سياسي. وعندما شغلت منصب وزيرة الخارجية بذلت جهوداً كبيرة لإقناع الأسرة الدولية بضرورة إجبار المنظمات "الإرهابية" على أن تختار إمّا السياسة وإمّا "الإرهاب"، وكان الجواب الذي حصلت عليه فيما يتعلق بحزب الله مثلاً هو أن هذا الحزب أصبح معتدلاً أكثر بسبب دخوله إلى المعترك السياسي.
· وما زلت أعتقد حتى الآن أن وجود جناح سياسي لأي منظمة "إرهابية" لا يؤدي إلى اعتدالها، وإنما على العكس يؤدي إلى استغلال هذا الجناح السياسي من أجل فرض الرؤية المتطرفة لدى هذه المنظمة على سائر الأحزاب السياسية الشرعية، ذلك بأنها ستبقى خائفة منها بسبب وجود جيش مسلح تابع لها.