الدلالة السياسية لزيارة المرشح الجمهوري ميت رومني لإسرائيل
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       باتت الانتخابات الرئاسية الأميركية قريبة جداً، فقد دخلنا الربع الأخير منها. وقبل مئة يوم على موعدها يتسابق المرشحان الرئيسيان بكل ما أوتيا من قوة من أجل الحصول على الصوت اليهودي. ففي مقابل الرئيس أوباما، الذي أدار ظهره لإسرائيل في عدد من المناسبات وتبنى مواقف مؤيدة للفلسطينيين، هناك المرشح الجمهوري ميت رومني، الذي حرص على أن يتبنى مواقف مؤيدة لإسرائيل في أكثر من مناسبة، وهذا ما فعله أيضاً بالأمس عندما أكد وقوفه إلى جانب إسرائيل في مواجهتها لإيران، ودعمه لها في أكثر من مجال.

·       تثبت زيارة رومني لإسرائيل عمق التزاماته إزاء هذه الدولة، وتقديره لأهمية الشعب اليهودي. كذلك تكتسب هذه الزيارة أهميتها من اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ولا سيما في حال استطاع رومني الوصول إلى البيت الأبيض في سنة 2013.

·       ثمة هدف مزدوج من زيارة رومني لإسرائيل، فهو، من ناحية، يريد تعزيز مكانته على الساحة الدولية من خلال لقاءاته السياسية مع زعماء إسرائيل وزعماء السلطة الفلسطينية، ومن جهة أُخرى يريد أن يظهر التزاماته إزاء دولة إسرائيل. فهذا الالتزام مهم بالنسبة إلى الجمهور الإسرائيلي وإلى جمهور الناخبين اليهود في الولايات الأميركية الذي لم يحسم خياراته الانتخابية بعد، وأيضاً بالنسبة إلى الجمهور المسيحي الإنجيلي.

·       يجد باراك أوباما نفسه في موقع متدن في مواجهة رومني بشأن كل ما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل. فالخطاب الشهير الذي ألقاه في القاهرة، ودعواته المتكررة إلى تجميد البناء في القدس، وكونه لم يزر إسرائيل خلال قدومه إلى المنطقة وزياراته لعدد من الدول العربية، أعطى الانطباع بأنه أدار ظهره لإسرائيل.

·       ويبدو أن الرئيس الأميركي قرر في نهاية الأسبوع الماضي، بعد أن أدرك أن المرشح الجمهوري يريد الوصول إلى الصوت اليهودي من خلال زيارته لإسرائيل، توقيع رزمة من القوانين التي تساهم في توسيع التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة. وقد تحولت هذه القوانين، التي سبق أن أقرها الكونغرس قبل بضعة أسابيع وهي بهذا المعنى لا تشكل سابقة، إلى مادة أثارت اهتمام وسائل الإعلام، فمما لا شك فيه أنها مهمة ومفيدة جداً لإسرائيل، لكنها جاءت متأخرة للغاية وغير كافية.

·       إن دولة إسرائيل مستعدة للتعاون مع كل من يؤيدها. فأعداؤنا كثر في العالم، لذا علينا أن نتمسك بكل من يؤيدنا، ولا سيما الدول العظمى. وعندما ننظر إلى علاقة رومني بإسرائيل، يمكننا القول بوضوح إنه في حال فوزه في الرئاسة سيكون لنا صديق حقيقي في البيت الأبيض.