من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· ليس سراً أن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية ميت رومني جاء إلى إسرائيل في ذروة المعركة الانتخابية على أمل الحصول على تأييد الناخبين والمتبرعين اليهود، واليمين المسيحي. ولقد نجح بهذه الطريقة في استغلال نقطة ضعف الرئيس باراك أوباما، إذ جاء إلى القدس ليعبر عن ثقته بإسرائيل وبرئيس حكومتها بنيامين نتنياهو. وكما هو متوقع من مرشح للرئاسة فقد تجنب رومني إبداء رأيه في الموضوعات الحساسة والمختلف بشأنها بين الدولتين، مثل المستوطنات والعملية السياسية.
· ونظراً إلى التقارب الأيديولوجي بين نتنياهو وبين تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة، وعلاقة نتنياهو الخاصة بكبار الحزب الجمهوري، فإنه ليس مفاجئاً أن تنظر إدارة أوباما بعين الريبة إلى زيارة رومني، ولا سيما مع تسليط وسائل الإعلام الأميركية الأضواء على صلة نتنياهو بالمليارديراليهودي شلدون أدليسون، مالك صحيفة "يسرائيل هيوم"، الذي أيد المرشح الجمهوري نيوت غينغريتش، وتعهد بجمع 100 مليون دولار للمرشح الجمهوري، وذلك لمنع أوباما من الفوز بولاية ثانية.
· وعلى الرغم من أن الثقافة السياسية الأميركية تمنع توجيه الانتقادات العلنية ضد السياسة الخارجية للرئيس الأميركي من خارج الولايات المتحدة الأميركية، فإن نتنياهو استغل زيارة رومني لنقل رسالة عبّر فيها عن عدم ثقته بسياسة العقوبات وبالوسائل الدبلوماسية التي يستخدمها أوباما ضد إيران. ونظراً إلى أن رومني لا يملك أي صلاحيات فيما يتعلق بالمصالح الأميركية المعقدة في الشرق الأوسط، فإن كل ما في استطاعته تقديمه هو توزيع الابتسامات والمجاملات، التي سيستغلها أنصار حملته جيداً فيما بعد لمصلحته.
· في حال استطاع أوباما البقاء في البيت الأبيض لولاية ثانية، فإن زيارة رومني لن تزيد من ثقته برئيس الحكومة الإسرائيلية. أمّا في حال فاز رومني بالرئاسة، فإنه على الأرجح سيضع مصالح الولايات المتحدة قبل المصالح الأيديولوجية لليمين اليهودي، ولسياسة اليمين الإسرائيلي. لذا يتعين على نتنياهو أن يخدم المصلحة الإسرائيلية وأن يحاذر التدخل في المعركة الانتخابية الأميركية.