على نتنياهو ألاّ يهاب "المعسكر القومي"
تاريخ المقال
المصدر
- لا شك في أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ما زال بعيداً عن الإقدام على تنفيذ انسحابات من المناطق [المحتلة]، على غرار ما أقدم عليه رئيسا حكومة سابقان من "المعسكر القومي" [المقصود اليمين الإسرائيلي الذي يتزعمه حزب الليكود] هما مناحيم بيغن الذي انسحب من شبه جزيرة سيناء، وأريئيل شارون الذي انسحب من مستوطنات "غوش قطيف" [قطاع غزة]، ومع ذلك فإنه في حال رضخ رئيس الحكومة لضغوط داخلية ودولية واستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس حدود 1967 مع تبادل أراض فإن من المتوقع أن يُفتح باب جهنم عليه من طرف "المعسكر القومي".
- ويمكن القول إن هذا المعسكر، وخصوصاً ذلك الجزء منه الذي يقيم بيهودا والسامرة [الضفة الغربية]، لديه "حاسة شم" لمخاطر من هذا القبيل، لذا فإن تظاهرات المستوطنين وناشطي اليمين المتطرف التي جرت الأسبوع الفائت لدى اعتقال الشرطة الإسرائيلية الحاخام دوف ليئور [من مستوطنة كريات أربع] والتحقيق معه بشبهة التحريض تعتبر بمثابة مقدمة لما يمكن أن ينتظر نتنياهو وحكومته في حال سيرهما في الطريق التي تضغط الولايات المتحدة والعالم كله عليهما من أجل أن يسيرا فيها.
- بناء على ذلك فإن ما هو حاصل الآن هو أن "المعسكر القومي" يضع رئيس الحكومة أمام اختبار، في حين أن العالم كله يضعه أمام اختبار معاكس. وما يجب قوله لرئيس الحكومة إزاء هذا هو أن عليه ألاّ يهاب مطلقاً "المعسكر القومي"، تماماً كما فعل أسلاف له تحلوا بميزة الزعامة واتخذوا القرارات الحاسمة المطلوبة، وفي مقدمهم مناحيم بيغن ويتسحاق رابين وإلى حد ما أريئيل شارون.