حل النزاع مع الفلسطينيين مصلحة إسرائيلية جوهرية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

 

  • قال موشيه يعالون في خطاب ألقاه أمام وفد من البرلمانيين اليهود إنه خلال الفترة التي تولى فيها قيادة القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية خلال سنتي 1992- 1993 قُتل 13 جندياً إسرائيلياً، بينما بعد توقيع اتفاق أوسلو سقط أكثر من ألف قتيل إسرائيلي بهجمات إرهابية. ويستنتج من ذلك أن هذا الاتفاق كان سيئاً.
  • لكن الحقيقة هي أن اتفاق أوسلو لم ينفَّذ، ولم تعط له أي فرصة منذ اللحظة التي قام بها باروخ غولدشتاين بقتل 29 مصلياً فلسطينياً في 25 شباط/فبراير 1994. إذ فور وقوع الحادثة أعلنت "حماس" أنها ستنفذ خمس عمليات انتقامية، فوقعت العملية الأولى على الخط 5 في تشرين الأول/ أكتوبر 1994، أي بعد مرور ثمانية أشهر على هجوم غولدشتاين. وبعد العملية على الخط 5 فرضت إسرائيل الحصار على المناطق، واستمر سفك الدماء على جانبي الخط الأخضر، وأدت العمليات الفلسطينية إلى سقوط ألف قتيل في الجانب الإسرائيلي، أمّا العمليات الانتقامية للأجهزة الأمنية الإسرائيلية فتسببت بوقوع آلاف القتلى من الفلسطينيين، وأدى هذا كله إلى دفن اتفاق أوسلو قبل أن يحظى بالفرصة لتنفيذه.
     
  • وتجدر الإشارة إلى أن اتفاق أوسلو أصيب أصابة مميته بعد هجوم غولدشتاين، لكنه تعرض للقتل بعد اغتيال يتسحاق رابين على يد متطرف يميني أكمل المهمة التي بدأها غولدشتاين. ومنذ ذلك الحين تتواصل الحرب بين الشعبين مع مراحل من الصعود والهبوط في درجات العنف، الأمر الذي أدى إلى ظهور أيديولوجيا متطرفة لدى الجانبين هدفت إلى احباط أي حل للنزاع بالوسائل السلمية.
     
  • ويؤمن اليمين الإسرائيلي بأن بناء مزيد من المستوطنات في أراضي الضفة يخدم مصلحة إسرائيل، وبأن قيام دولة فلسطينية في الضفة هو نهاية المستوطنات في المناطق. من هنا تقوم أيديولوجيا اليمين على مبدأ "إدارة الصراع" والحؤول دون التوصل إلى حل.
     
  • يعتبر يعالون أن اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية يتعارض مع مصلحة إسرائيل، وهذا أمر مفروغ منه، لكنه يضيف أن هذا يتعارض أيضاً مع المصلحة الفلسطينية، لأن الدولة التي ستنشأ ستكون تابعة اقتصادياً لإسرائيل، وهذا يعني أنه إذا شاءت إسرائيل تخريب اقتصاد الدولة الفلسطينية فإنها ستعرضها للزوال. إلاّ إن الدولة الفلسطينية التي ستنشأ في أيلول/ سبتمبر المقبل ستحظى بتأييد 150 دولة ستفتح سفارات لها هناك وستطوّر علاقات تجارية معها، ولن تقبل هذه الدول بأن تفرض إسرائيل الحصار على دولة تعترف بها أغلبية دول العالم، إذ إن أي محاولة من هذا النوع من جانب إسرائيل ستُواجَه بفرض عقوبات مؤلمة ضدها. حينئذ سيكتشف اليمين في إسرائيل أن اقتصاد إسرائيل مرتبط بمدى استعدادها لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني لا بتخريبه.
     
  • إن حل النزاع هو مصلحة جوهرية بالنسبة إلى إسرائيل والفلسطينيين، إذ أدى استمرار الصراع بين الطرفين إلى ارتباط حياة الشعبين بعضهما ببعض، مثل التوأم السيامي حيث حياة الواحد منهما مرتبطة بحياة الآخر وكذلك موته.