إسرائيل تخوض صراعاً ضد الفلسطينيين في العالم كله لكبح مبادرة أيلول/ سبتمبر
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

 

يبدو أن الصراع الدبلوماسي الدائر بين إسرائيل والفلسطينيين بشأن المبادرة الفلسطينية الرامية إلى اتخاذ الجمعية العامة في الأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر المقبل قراراً دولياً ينص على الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 من جانب واحد يدور في أنحاء العالم كله، بما في ذلك الأماكن النائية التي تشمل دولاً صغيرة لا تحظى في الأيام العادية بأي اهتمام إسرائيلي أو فلسطيني، ومنها دول في إفريقيا وفي جزر الكاريبي.

وفي إطار هذا الصراع تدرس وزارة الخارجية الإسرائيلية هذه الأيام إمكان توجيه دعوة لزيارة إسرائيل إلى وزراء خارجية الاتحاد الكاريبي الذي يضم 15 دولة معظمها عبارة عن جزر صغيرة للغاية.

وقد زار وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان الأسبوع الفائت ألبانيا، وهي دولة إسلامية صغيرة لم يزرها أي وزير خارجية إسرائيلية منذ 17 عاماً، وذلك على الرغم من أنها سبق أن اعترفت بدولة فلسطينية مستقلة.

وتبيّن وثائق داخلية لدى وزارة الخارجية الإسرائيلية أن السلطة الفلسطينية بلورت خطة للقيام بهجمة دبلوماسية مضادة رداً على المساعي المحمومة التي تبذلها إسرائيل لكبح الاعتراف العالمي بدولة فلسطينية، وذلك في ضوء تحقيق هذه المساعي بعض النجاح في الآونة الأخيرة.

كذلك يخصص رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من ناحيته وقتاً كثيراً لمحاولة إقناع زعماء العالم بمعارضة خطوة الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية من جانب واحد. ومن المعروف أن رئيس الحكومة وضع نصب عينيه هدفاً متواضعاً نسبياً، وهو تجنيد 30 دولة لمعارضة هذه الخطوة، لكن لم يُعرف حتى الآن ما إذا كانت إسرائيل ستحقق هذا الهدف.

وتؤكد الادعاءات الإسرائيلية الأخيرة للحملة الدبلوماسية العالمية التي تشنها وزارة الخارجية، أن خطوة الحصول على اعتراف دولي بإقامة دولة فلسطينية تواجه معارضة آخذة في الازدياد داخل السلطة الفلسطينية نفسها، وخصوصاً من طرف رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، فضلاً عن أن مزيداً من الفلسطينيين باتوا يدركون أنه لن يتغير شيء من الناحية الميدانية غداة تصويت الجمعية العامة على قرار الاعتراف المذكور.

من ناحية أخرى علمت صحيفة "هآرتس" أن الإدارة الأميركية مستمرة في اتصالاتها مع الجانبين [الإسرائيلي والفلسطيني] بهدف إيجاد بديل من مبادرة أيلول/ سبتمبر قبل الاجتماع الذي ستعقده الرباعية الدولية في واشنطن يوم 11 تموز/ يوليو الحالي، غير أن هذه الاتصالات لم تحقق حتى الآن أي نجاح في هذا الصدد.

وعلى الرغم من إعلان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن السلطة ستتراجع عن مبادرة أيلول/ سبتمبر، في حال استئناف المفاوضات على أساس حدود 1967، مع تبادل أراض متفق عليها؛ إلاّ إن موظفين رفيعي المستوى في القدس أكدوا لصحيفة "هآرتس" أن كبار المسؤولين الفلسطينيين يعتقدون أن احتمال استئناف المفاوضات تلاشى كلياً، لذا فإنهم يستعدون بأقصى قوتهم للتصويت الذي سيجري على مبادرتهم في الجمعية العامة للأمم المتحدة.