استخدام السلاح الكيميائي في سورية يشكل تحدياً لإسرائيل لا تستطيع السكوت عنه
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

 

  • قال وزير الدفاع موشيه (بوغي) يعلون: "ليست هذه المرة الأولى التي يستخدم فيها السلاح الكيميائي في سورية". وقال الوزير يسرائيل كاتس أمس إن استخدام الغازات السامة ضد المدنيين يطرح تحدياً أخلاقياً أمام إسرائيل لن تسكت عنه.
  • طرحت عدة علامات استفهام بشأن الهجوم الذي وقع قبل يومين وتسبب بمقتل أكثر من 1000 شخص في ضواحي دمشق وعلى مسافة قصيرة من مراقبي الأمم المتحدة. لكن بإمكننا القول إن سبب علامات الاستفهام يعود إلى أن من مصلحة الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، إثارة الشكوك في صحة التقارير من سورية.
  • وهذا ما فعله أوباما خلال زيارته إلى إسرائيل في آذار/مارس هذه السنة بعد التقارير التي تحدثت عن استخدام السلاح الكيميائي، فقد ادّعى حينها عدم وجود اثبات على ذلك. وفي نهاية الأمر تبددت الشكوك ، ولكن لا شك اليوم في أن نظام الأسد استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه.
  • ومن بين الأساليب المشبوهة التي استخدمت لتكذيب استخدام السلاح الكيميائي ادعاء أن لا فائدة عسكرية من هذا السلاح، ولا أهمية لبضعة مئات أو ربما آلاف قتلوا بالسلاح الكيميائي من مجموع 100,000 قتيل هناك.
  • لكن ثمة فرق أساسي، فهذا سلاح للدمار الشامل الهدف من استخدامه الردع وزرع الرعب، ومن يستخدمه يعلن نية القيام بجريمة جماعية.
  • إن القوى التي كانت قادرة حتى اليوم على كبح الحرب السورية لم تعد موجودة في نظر الأسد أو أي حاكم آخر في الشرق الأوسط.  ويطرح هذا التدهور مخاطر الانتقال من حروب أهلية داخلية إلى مواجهة إسلامية مع إسرائيل. وقد يفكر زعماء محور سورية – إيران - حزب الله أكثر فأكثر بأن السبيل لفرض النظام داخل معسكرهم هو مهاجمة إسرائيل.
  • يمكننا اعتبار استخدام السلاح الكيميائي بمثابة تحد موجه ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، فما نفع الخطوط الحمر وماذا تقدم لنا الآن؟ وعلى الرغم من تمسك إسرائيل حتى اليوم بشدة بخطوطها الحمر ومحافظتها على الردع، فإن عليها التفكير في ما إذا كان الكلام عن سلاح دمار شامل لا يفرض عليها أن تتحرك.
  • من الأفضل أن يقوم الأميركيون بعملية عسكرية، لكننا نراهن بأن أوباما لن يطلب من قواته أن تتحرك. ومن هنا يطرح السؤال: هل تستطيع إسرائيل ان تقوم بعملية عسكرية وحدها؟
  • ليس في إمكان إسرائيل وحدها القيام بفرض منطقة حظر طيران فوق سورية، لكنها تستطيع مهاجمة منشآت تصنيع أو تخزين السلاح الكيميائي.
  • بعد الهجمات الكيميائية برزت المقارنة بين الحرب في سورية والحرب الأهلية الإسبانية التي جرت بين 1936 و1939. وأهمية نموذج الحرب الإسبانية أنه جرى خلالها تجربة أسلحة لاستخدامها في الحرب العالمية الثانية .
  • يومها انكشف ضعف الدول الديمقراطية التي لم تكن مستعدة لدعم أو تقديم يد العون إلى قوات الجمهوريين المنقسمة على نفسها، في حين قدمت ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية الدعم الكامل لفرانكو. وحالياً تقوم بهذا الدور بالنسبة لسورية روسيا والصين.
  • اليوم ومع مواجهة زيادة الخطر، يتعين على إسرائيل أن ترفع درجة ردعها.