· يبدو أن سنة 2011 ستكون في ضوء ما حدث في الآونة الأخيرة في كل من مصر وتونس سنة تغيّرات كبيرة في الشرق الأوسط. ولعل ما يعزّز هذا الاعتقاد هو أن المنطقة واقعة أيضاً تحت وطأة شعور بأن الولايات المتحدة قد غيّرت سلم أولوياتها. ويبدو أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بات يعتقد أن الانتخابات الرئاسية في سنة 2012 ستُحسم وفقاً لأدائه في السياسة الداخلية، لا بفضل إنجازاته أو إخفاقاته في السياسة الخارجية، وهذا ما عبر عنه خطابه إلى الأمة هذا الأسبوع.
· ولا شك في أن هذا الواقع من شأنه أن يسرّع الهيمنة الإيرانية على قوى ومناطق آخذة في الاتساع في الشرق الأوسط، بدءاً بمحور "حماس"- حزب الله- سورية الذي تدعمه تركيا، وانتهاء بدول الخليج ومصر والسعودية.
· وثمة خشية كبيرة من ازدياد نفوذ العناصر الإسلامية المتطرفة في مصر، ومن انتشار هذه الظاهرة في دول عربية أخرى. ويمكن القول إن عدم وجود عملية سياسية سيشكل ذريعة لتعزيز قوة عناصر رافضة ومتطرفة.
· إذا كنا راغبين في أن يحدث انعطاف في المنزلق الذي تنحدر المنطقة فيه، فإنه لا بُد من تجنيد زعماء الدول العربية المعتدلة، وإقامة كتلة رباعية عربية معتدلة تعتمد على تأييد الولايات المتحدة وتدخلها، وتكون غايتها الرئيسية إحداث زخـم إيجابي في العملية السياسية، ويمكن أن تشكل هذه الكتلة بديلاً أفضل من الجامعة العربية المتطرفة.
· في الوقت نفسه فإن هذه الرباعية العربية يمكن أن تؤدي إلى توسع دائرة المفاوضات الضيقة بين إسرائيل والفلسطينيين، بما يتيح لإسرائيل إمكان تحقيق إنجازات أكبر في المفاوضات، في حين أن الجانب الفلسطيني سيحظى بغطاء عربي لخطوة إنهاء النزاع. وما يجب قوله هو أنه إذا لم نحقق هذا الأمر في سنة 2011 فإننا لن نحققه في السنوات اللاحقة.