ضابطان كبيران: نتنياهو ويعلون أمرا الجيش بمواصلة الاستعدادات لشنّ هجوم على إيران
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

كشف ضابطان كبيران في قيادة الجيش الإسرائيلي خلال مداولات جرت في الكنيست قبل عدة أسابيع النقاب عن أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعلون، أصدرا أوامر إلى الجيش تقضي بمواصلة الاستعدادات خلال العام الحالي من أجل شنّ هجوم عسكري على المنشآت النووية في إيران.

وهذان الضابطان هما نائب رئيس هيئة الأركان العامة للجيش اللواء غادي آيزنكوت، وقائد قسم التخطيط في شعبة التخطيط في هيئة الأركان العامة العميد أغاي يحزقئيل. ووردت أقوالهما في إطار سلسلة اجتماعات مشتركة عقدتها لجنتا الخارجية والأمن والمالية في الكنيست خلال شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير الفائتين واستعرض الضابطان فيها تقارير حول خطة عمل الجيش الإسرائيلي من أجل إقرار الميزانية الأمنية.

وقال ثلاثة أعضاء كنيست اشتركوا في هذه المداولات وطلبوا عدم كشف هويتهم لصحيفة "هآرتس"، إن آيزنكوت ويحزقئيل تطرقا باقتضاب إلى استعدادات الجيش الإسرائيلي لكبح البرنامج النووي الإيراني، وأشارا إلى أن هذه الاستعدادات تشكل جزءاً من خطة عمل الجيش.

وأضاف أعضاء الكنيست أن الضابطين أشارا إلى أن الجيش سيرصد خلال العام الحالي ما بين 2،8 و3،4 مليار دولار من ميزانيته من أجل الاستعداد لاحتمال شن هجوم على إيران، ونوها بأن هذا المبلغ شبيه بالمبلغ الذي تم رصده للهدف نفسه العام الفائت.   

وفي معرض الرد على أسئلة طرحها أعضاء كنيست خلال المداولات حول ما إذا كانت المفاوضات بين الدول العظمى وإيران تسببت بتغيير سياسة الحكومة الإسرائيلية إزاء إيران، قال الضابطان إن الجيش الإسرائيلي تلقى تعليمات واضحة من نتنياهو ويعلون بمواصلة الاستعدادات لاحتمال شن هجوم عسكري منفرد ضد إيران من دون أي ارتباط بسير هذه المفاوضات.

ورفض ديوان رئيس الحكومة ومكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي التعقيب على هذا النبأ.

تجدر الإشارة إلى أن وزير الدفاع الإسرائيلي يعلون ألمح في سياق كلمة ألقاها في جامعة تل أبيب يوم الاثنين الفائت، إلى أنه في ضوء التقديرات السائدة التي تشير إلى أن الإدارة الأميركية الحالية لن تقوم بما يلزم لكبح البرنامج النووي الإيراني، فإنه يتعين على إسرائيل أن تعد العدّة للقيام بعملية عسكرية منفردة ضد المنشآت النووية الإيرانية.

ويعكس هذا التلميح تغييراً في موقف يعلون الذي كان من أشد المعارضين لشن هجوم عسكري إسرائيلي منفرد على المنشآت النووية الإيرانية، وأعرب عن هذه المعارضة خلال الاجتماعات التي كان يعقدها المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية- الأمنية خلال ولاية الحكومة الإسرائيلية السابقة برئاسة بنيامين نتنياهو. وتسببت معارضته هذه بمواجهات حادّة بينه وبين وزير الدفاع السابق إيهود باراك.