قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الولايات المتحدة كانت ولا تزال أكبر حليف لدولة إسرائيل وستبقى كذلك، وأكد أن حكومته تثمن عالياً التعاون الأمني والاستخباراتي بين الدولتين والذي يجري على أعلى المستويات بما في ذلك حول عملية السيطرة على سفينة الأسلحة الإيرانية في عرض البحر الأحمر، كما أنها تثمن المحاولات التي تقوم بها الولايات المتحدة من أجل المساعدة في دفع عملية السلام [مع الفلسطينيين] قدماً.
وأضاف نتنياهو في سياق خطاب ألقاه أمام جلسة الهيئة العامة للكنيست أمس (الأربعاء)، أن الكثيرين في العالم باتوا يدركون أن إسرائيل والحكومة الحالية على استعداد للدفع قدماً بعملية السلام كما انعكس ذلك أساساً في الجهود التي بُذلت العام الفائت مع الولايات المتحدة من أجل معاودة المفاوضات، لكن في الوقت عينه قال إن المشكلة كامنة في أن ثمة من لا يريد هذه العملية.
وقال رئيس الحكومة: "إننا نريد السلام ونعمل من أجل التوصل إلى تسوية سلمية ونحن معنيون بعملية السلام هذه، لكن ليس بأي ثمن. إننا غير مستعدين للتخلي عن ثوابتنا. اتخذنا خطوات لم تكن سهلة من أجل معاودة المفاوضات لكن في إطار هذه المفاوضات لدينا ثوابت نصونها وهناك محاولة تقوم الولايات المتحدة ووزير خارجيتها جون كيري بها من أجل تحريك المفاوضات، وأعتقد أن الجهات التي تدرك ما الذي يحدث على الأرض تفهم جيداً من هو الطرف المتعنت ومن هو الطرف الذي لا يبدي التعنت".
وتكلم في جلسة الكنيست نفسها رئيس حزب العمل زعيم المعارضة عضو الكنيست يتسحاق هيرتسوغ فقال إن نتنياهو شخص خامل ولا يبادر إلى أي شيء يمكن أن يعود بالنفع على دولة إسرائيل.
وأضاف أنه بعد أسبوعين سيتعيّن على إسرائيل إطلاق أسوأ القتلة [يقصد إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية] واصفاً ذلك بأنه عمل غير أخلاقي نظراً إلى أن هؤلاء الأسرى ينبغي ألا يذوقوا طعم الحرية ولو ليوم واحد.
وتابع هيرتسوغ: "من الواضح للجميع أنه بدلاً من إطلاق هؤلاء الأسرى يتعيّن على الحكومة أن تتعهد بتجميد البناء في المستوطنات". وخاطب نتنياهو قائلاً: "أعلن من على هذا المنبر تجميد الاستيطان وسوف تحظى على الفور بدعمنا ودعم الجمهور الإسرائيلي العريض والعالم".
وأشار هيرتسوغ إلى أن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس شريك صعب، لكن في الوقت عينه أكد أن سياسة حكومة نتنياهو هي التي تتسبب بعزلة إسرائيل في العالم، وتضع مزيداً من العقبات أمام إمكان الحفاظ على إسرائيل دولة يهودية ديمقراطية.
يشار إلى أن نتنياهو طالب وزراء حكومته وأعضاء الكنيست من "الليكود - بيتنا" بعدم إطلاق أي تصريحات ضد الفلسطينيين وإبداء توجهات إيجابية إزاء المفاوضات كي يظهر الفلسطينيون أمام الرأي العام الدولي رافضين للسلام.
وقال نتنياهو في سياق كلمة ألقاها أمام الاجتماع الذي عقدته كتلة "الليكود- بيتنا" في الكنيست أول من أمس (الثلاثاء) إنه أصبح واضحاً للجميع أن الفلسطينيين هم الذين يرفضون تمديد جولة المفاوضات الحالية إلى ما بعد فترة الأشهر التسعة التي تنتهي في 29 نيسان/ أبريل المقبل.
