من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لم يسبق لأي مسؤول إسرائيلي أن عبر بهذه الصراحة عن حق إسرائيل في مهاجمة إيران، وعن الشروط السياسية الواجب توفرها لذلك، وعن الجدول الزمني، مثلما فعل هذا الأسبوع وزير الدفاع إيهود باراك في المقابلة التي أجراها معه لارنون بيرغمان من صحيفة "نيويورك تايمز". فقد كشف باراك في هذه المقابلة عن حقيقة ما يفكر فيه بشأن المشكلة الإيرانية، وذلك بطريقة أوضح مما فعله رئيس الموساد السابق مئير داغان، الذي وصف باراك مواقفه المعارضة للهجوم على إيران بأنها عديمة المسؤولية.
· لقد أراد وزير الدفاع الإسرائيلي أن ينقل رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن القيادة الحالية لإسرائيل مصرة على منع إيران من الحصول على القدرة النووية، وأنها تعتبر أن منع إيران من صنع القنبلة واجب وطني عليها القيام به حتى لو كان الثمن خوض حرب صعبة ضد إيران.
· يستخدم باراك في إطلالاته العلنية التي يدافع فيها عن إصرار إسرائيل على الوقوف في وجه تحول إيران إلى دولة نووية حجتين، هما: أولاً، أن إيران النووية ستؤدي إلى تسريع السباق على التسلح النووي في الشرق الأوسط كله، وستدفع دولاً مثل السعودية ومصر وتركيا إلى التخلي عن معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وإلى البدء بتطوير سلاحها النووي؛ ثانياً، أن إيران النووية ستضيّق بصورة كبيرة هامش حرية التحرك الإسرائيلي.
· ويمكن القول إن هذه حجج جوفاء ولا تعدو كونها مجرد افتراضات وتأويلات تستند إلى سيناريوهات رعب بشأن الانتشار النووي في المستقبل، وسبق أن سمعناها منذ بدء العصر النووي لكنها لم تتحقق.
· تبدو ادعاءات باراك ضعيفة، ولا سيما في ظل الاستراتيجيا الحذرة "للسير على حافة الهاوية" التي تنتهجها إيران في مشروعها النووي. إذ تقوم إيران بتحدي القواعد الدولية للعبة النووية وتسعى للاقتراب من إنتاج القنبلة من دون التخلي عن التزاماتها الرسمية كدولة غير نووية بما يتلاءم مع المعاهدة الدولية. وتشير أغلبية التقديرات في أجهزة الاستخبارات في العالم، بما فيها الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، إلى أن إيران لم تتخذ بعد قراراً سياسياً بشأن كيفية توجيه مشروعها النووي.
· إلاّ إن استمرار سياسة الغموض الإيرانية سيؤدي إلى تآكل الاحتكار النووي الإسرائيلي الذي يجعل إسرائيل "أقوى دولة في المنطقة". وفي رأي نتنياهو وباراك لا يمكن أن تتنازل إسرائيل عن هذا المكسب الاستراتيجي والسياسي المهم، والذي كلفها الحصول عليه في صورته الحالية غالياً. وبالنسبة إليهما فإن إسرائيل من دون احتكارها النووي هي أشبه بشمشون من دون شعره. ولكن هل هناك ما يبرر هذه النظرة إلى الموضوع؟ إن الجواب عن هذه المسألة أمر صعب، ولا سيما أن الإسرائيليين ما زالوا يجدون صعوبة في التعبير عن هذا الموضوع [السلاح النووي الإسرائيلي] علناً، ولا جواب عملياً وواضحاً عن هذه المسألة التي تتداخل فيها الاعتبارات الاستراتيجية والسياسية والتاريخية والقانونية.
· إن الدولة الوحيدة التي واجهت مثل هذه المسألة في الماضي هي الولايات المتحدة في أواخر الأربعينيات عندما اقترب الاتحاد السوفياتي آنذاك من إنتاج القنبلة النووية. وكانت المشكلة المطروحة على الأميركيين آنذاك: هل يسمحون للسوفيات بالتوصل إلى القنبلة ويخسرون بذلك الاحتكار النووي الأميركي، أم يخوضون حرباً وقائية من أجل المحافظة على هذا الاحتكار؟ لكن هذا الجدل الذي دار بعيداً عن الأضواء ما لبث أن توقف عندما قامت روسيا بأول تجربة نووية لها في آب/أغسطس 1949، واستبقت بذلك توقعات الاستخبارات الأميركية، ولم تقع الحرب الوقائية بسبب بدء الحرب الباردة التي استندت إلى سياسة الردع المتبادل.
· تواجه إسرائيل اليوم مشكلة مشابهة لكنها أصعب بكثير، إلاّ إنها تمتنع من الحديث عنها.