· تصادف اليوم ذكرى مرور ثلاثة أعوام على صعود بنيامين نتنياهو إلى سدّة الحكم، خلال الأعوام العشرين الفائتة على الأقل، كان من النادر أن تمر ثلاثة أعوام على تأليف حكومة في إسرائيل من دون أن تكون الكنيست إمّا على أعتاب انتخابات عامة مبكرة، وإمّا عقب انتخابات عامة كهذه.
· في الوقت نفسه لا بد من القول إن المعارضة البرلمانية لم تسجل أي إنجاز يُذكر على مدار هذه الأعوام الثلاثة. ولا يمكن العثور على سبب واحد لهذا الوضع، ولذا ليس من المبالغة القول إن ثمة ثلاثة أسباب تقف وراء ذلك وهي أداء الائتلاف الحكومي، وضعف المعارضة، ومناعة حكومة نتنياهو.
· حالياً يبدو ائتلاف حكومة نتنياهو مستقراً وقوياً، ولا يتهدده أي خطر في الأفق المنظور. وفي الأسبوع الحالي قام وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان [رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"]، وهو أكثر شريك في هذا الائتلاف من الصعب توقع خطواته المقبلة داخل الحكومة، بزيارة رسمية للولايات المتحدة تسببت برفع معنوياته عالياً. وقال ليبرمان لصحيفة "يديعوت أحرونوت" إنه استقبل هناك بذراعين مفتوحتين، وإن سبب ذلك يعود أساساً إلى تنافس الحزبين الجمهوري والديمقراطي على أصوات الناخبين اليهود، وإلى كون المواقف المرتبطة بإسرائيل تعتبر بمثابة إجماع شبه وحيد بين هذين الحزبين. لكنه في الوقت نفسه أكد أن ثمة اتفاقاً واسعاً بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن كثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك، وأنه توجد تفاهمات بشأن القضايا التي لا يوجد اتفاق بين الدولتين تجاهها. وشدد على أن أكثر ما تتفق الدولتان عليه الآن هو أن إيران تشكل الخطر الأكبر الذي يهدد السلام في العالم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وأنه يجب منعها بأي ثمن من امتلاك أسلحة نووية.
· وبالنسبة إلى حكومة نتنياهو أكد ليبرمان أنها تعتبر الأكثر استقراراً منذ أعوام طويلة، وأن حزب "إسرائيل بيتنا" ليست لديه في الوقت الحالي أي مصلحة في إسقاطها. كما أكد أنه يمكن التوصل إلى حل وسط داخل الحكومة فيما يتعلق بالخلافات إزاء "قانون طال" الذي ينص على إعفاء الشبان اليهود الحريديم [المتشددين دينياً] من الخدمة العسكرية الإلزامية [الذي يؤيد رئيس الحكومة تمديد العمل به بينما يعارض ليبرمان ووزراء حزبه أي تمديد له بعد انتهاء مفعوله بعد نحو نصف عام].
ولا شك في أن الأحزاب الأخرى الشريكة في الائتلاف الحكومي، وفي مقدمها حزبا عتسماؤوت [استقلال] و"البيت اليهودي"، غير راغبة في تقديم موعد الانتخابات العامة المقبلة. لكن على الرغم من ذلك فإن الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب كاديما، التي ستجري في أواخر آذار/ مارس المقبل، ربما تغيّر هذه الأجواء المستقرة في الساحة السياسية الإسرائيلية، وذلك وفقاً لما ستبينه نتائج استطلاعات الرأي العام بعد تلك الانتخابات، وأساساً فيما يتعلق بمكانة حزب كاديما، ومكانة الحزب الجديد الذي يترأسه المذيع التلفزيوني السابق يائير لبيد.