نتنياهو يبلور مبادرات حسن نية إزاء الفلسطينيين لتخفيف حدة النقد الدولي لإسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

يعكف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في الآونة الأخيرة، على بلورة رزمة مبادرات حسن نية وخطوات بناء ثقة إزاء السلطة الفلسطينية، وذلك في محاولة لتخفيف حدة البيان المتوقع صدوره في ختام الاجتماع الذي سيعقده أعضاء الرباعية الدولية في ميونيخ [ألمانيا] في 5 شباط/ فبراير المقبل.

وقال مصدر رفيع المستوى في القدس إن طاقم الوزراء السبعة عقد اجتماعاً لهذا الغرض يوم الأربعاء الفائت لكنه لم يسفر عن شيء، ولذا تقرر عقد اجتماع آخر في مطلع الأسبوع المقبل. وعلى ما يبدو، فإن رئيس الحكومة، والوزراء إيهود باراك ودان مريدور وسيلفان شالوم يؤيدون تقديم مبادرات حسن النية، في حين عارضها كل من الوزراء، بني بيغن، وموشيه يعلون، وأفيغدور ليبرمان، وإيلي يشاي.

ويبدو أيضاً أن "الرزمة" ستشمل مزيداً من إجراءات تخفيف الحصار المفروض على غزة، وإزالة مزيد من الحواجز العسكرية في الضفة الغربية، ونقل منطقة صغيرة [في الضفة الغربية] إلى سيطرة السلطة الفلسطينية، وإقرار مجموعة من المشاريع في مجال البنى التحتية، والتي يعمل مبعوث الرباعية الدولية توني بلير على دفعها قدماً.

كما جرى طرح إمكان الإفراج عن بضع مئات من الأسرى الفلسطينيين، ونقل المسؤولية الأمنية عن عدد من المناطق الأُخرى في الضفة الغربية إلى السلطة الفلسطينية، غير أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية عارضت هاتين الخطوتين.


وقد بدأ رئيس الحكومة بمناقشة هذه "الرزمة" مع مبعوث الرباعية الدولية منذ ثلاثة أسابيع. وكان بلير قد قام هذا الأسبوع بزيارة لإسرائيل التقى خلالها كلا من نتنياهو وباراك وشالوم، وقال لرئيس الحكومة إن "وضع إسرائيل في الساحة الدولية صعب للغاية، وأنه يتعين عليها أن تبادر إلى عمل شيء على وجه السرعة".

وتجدر الإشارة إلى أن اجتماع الرباعية الدولية في ميونيخ سيعقد في ظل الجمود المسيطر على العملية السياسية الإسرائيلية – الفلسطينية. وسيشارك فيه وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة. ووفقاً لمعلومات وصلت إلى وزارة الخارجية في القدس، فإن الإدارة الأميركية نقلت رسالة إلى الاتحاد الأوروبي فحواها أنها لن تعارض صدور بيان ختامي حاد اللهجة عن الاجتماع شرط أن يبادر الاتحاد الأوروبي إلى ذلك. وتتوقع التقديرات في القدس أن يتضمن البيان الختامي إدانة شديدة لإسرائيل جراء الاستمرار في أعمال البناء في المستوطنات، وأن ينظر بإيجابية إلى موقف البنك الدولي الذي ثمّن عالياً قيام السلطة الفلسطينية ببناء المؤسسات اللازمة لإقامة دولة. وبناء على ذلك، فإن المسؤولين في إسرائيل يأملون بأن تؤدي مبادرات حسن النية إلى تخفيف حدة البيان الختامي لاجتماع الرباعية الدولية، وإلى تشجيع الفلسطينيين على إعادة النظر في موقفهم بشأن عدم إجراء مفاوضات مع إسرائيل. وتأمل إسرائيل بأن يؤدي صدور بيان عنيف عن اللجنة الرباعية ضد الاستيطان ولا سيما في القدس الشرقية إلى إقناع الفلسطينيين بوقف مبادرتهم الرامية إلى حث مجلس الأمن على اتخاذ قرار يدين أعمال البناء في المستوطنات في المناطق [المحتلة].