كل تنازل من الغرب لإيران سيقربها من القنبلة النووية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

  • اتسمت التقارير الصحفية التي تناولت جولة المفاوضات الأخيرة للدول الخمس زائد واحد مع إيران والتي جرت في كازخستان بمسحة من التفاؤل المثير للدهشة. فكتبت صحيفة "واشنطن بوست" في27 شباط / فبراير الماضي، "إن المفاوضات النووية مع إيران انتهت بصورة  إيجابية". أما سعيد جليلي، رئيس الطاقم الإيراني للمفاوضات فقال للصحفيين إنه من المحتمل أن يكون الطرفان قد توصلا إلى "منعطف" في المحادثات فيما بينهما. فهل هناك ما يبرر هذا التفاؤل؟
  • لقد أوضح جليلي أن سبب التفاؤل يعود إلى التنازلات التي قدمتها الولايات المتحدة اليوم بعد أن كانت ترفضها في الماضي، وقال "لقد اقترب الأميركيون أكثر من وجهة نظرنا". وفي الواقع فقد برزت بعض المؤشرات الدالة على ذلك، منها المقال الذي نشرته هيئة تحرير مجلة "الوول ستريت جورنال" والذي أشار إلى أن الموقف الإيراني في المفاوضات تأثر بقرار واشنطن تقليص عدد حاملات الطائرات في الخليج الفارسي من اثنتين إلى واحدة، وأن هذا التغيير أضعف قدرة الغرب على المساومة.
  • ويبدو أن الإيرانيين يحاولون تليين مواقف الدول الأخرى الأعضاء في مجموعة الخمس زائد واحد، من أجل الضغط على واشنطن لتقديم تنازلات جديدة إلى طهران. ومن الواضح أن المسؤولة عن الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاترين أشتون، والناطقة باسم مجموعة الدول الخمس زائد واحد، لا تستخدم اللغة عينها التي يستخدمها وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، والذي يقول إن زمن الحل الدبلوماسي بدأ ينفد. وقد رفضت أشتون في مؤتمر ميونيخ للأمن الذي عُقد في مطلع شباط / فبراير الماضي الالتزام بموقف كيري حيال الإيرانيين. وهي بذلك تعكس رأياً أوروبياً واسعاً يدعم استمرار المفاوضات مع إيران بأي ثمن، حتى لو لم تؤد هذه المفاوضات إلى نتائج عملية.
  • إن أهم معارض لهذا الرأي، إلى جانب إسرائيل، هي السعودية. فقد صرح وزير الخارجية السعودي، سعود الفيصل، في الرابع من آذار/ مارس الحالي في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن المفاوضات مع إيران لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية ويجب أن تنتهي في وقت محدد.
  • مما لاشك فيه أن هذه الرؤية الواقعية للسعودية تنبع من وضعها الاستراتيجي كدولة محاطة بدول خاضعة للنفوذ الإيراني وتحصل على مساعدة مباشرة من طهران. فإلى الجنوب من السعودية هناك الثوار الشيعة في اليمن، وفي شهر كانون الثاني/ يناير 2013 أوقفت سفينة سلاح هي الثالثة من نوعها كانت محملة بالصواريخ الإيرانية المضادة للطائرات وبصواريخ الكاتيوشا، وذلك قبل وصولها إلى أيدي الثوار هناك. وإلى شمال المملكة هناك رئيس الحكومة العراقية، نوري المالكي، الذي تعتبره السعودية عميلاً إيرانياً. في الشرق توجد البحرين حيث اتهمت الشرطة البحرينية في الفترة الأخيرة الحرس الثوري الإيراني بالتدخل في التخطيط لعمليات إرهابية على أراضيها، ومن المعروف أن البحرين تقع على بعد نحو 25 كيلومتراً فقط من المنطقة الشرقية للسعودية [ذات الأغلبية الشيعية].
  • ويتحدث مسؤولون سعوديون عن وجود "تدخل خارجي" في الثورة الشيعية داخل السعودية نفسها. ونتيجة لذلك، ليس من المفاجىء أن يكون السعوديون من بين القلائل الذين يفهمون الأسلوب الإيراني القائم على استغلال المفاوضات النووية مع الغرب من أجل كسب الوقت والمضي قدماً نحو السلاح النووي.
  • على صعيد آخر، ورداً على الخط الأحمر الذي وضعته إسرائيل، بدأت إيران بمواصلة تخصيب اليورانيوم بدرجة 20%، وتحويل جزء من كميات هذا اليورانيوم المخصب إلى أهداف غير عسكرية. وقد أدى ذلك إلى امتلاك إيران اليوم 167 كيلوغراماً بدلاً من 280 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب. مما جعلها عملياً حتى الخريف الماضي لا تتخطى الخط الأحمر.
  • والظاهر أن إيران تنتهج استراتيجيا جديدة تهدف إلى زيادة مكثفة لبنيتها التحتية المخصصة لتخصيب اليورانيوم من خلال الزيادة الكبيرة في عدد مراكز الطرد المركزي في منشأة ننتانز. علاوة على ذلك أعلنت إيران في ختام المفاوضات في كازخستان أنها تبني 3000 مركز للطرد من نوع متطور وسريع جداً. وهذا يعني أنه إذا قررت إيران انتهاج سياسة التحول إلى قوة نووية عسكرية، فإنها ستكون قادرة على إنتاج يوارنيوم مخصب يكفي لإنتاج أكثر من قنبلة واحدة.
  • إن من مصلحة إيران في هذه المرحلة زرع الخلاف بين الولايات المتحدة وبين الأوروبيين من أجل الحصول على تنازلات جديدة من الدول الخمس زائد واحد. لكن إذا نظرنا إلى إيران من الشرق الأوسط نرى أن أي تنازل من الغرب سيزيد في سلوك إيران العدواني.