رئيس شعبة "أمان": الأسد يقوم باستعدادات متقدمة لاستخدام الأسلحة الكيماوية التي في حيازته
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

قال رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ["أمان"] اللواء أفيف كوخافي إنه لا يجوز في الوقت الحالي التعامل مع سورية باعتبارها دولة واحدة متكاملة، وإنما يجب التعامل معها على أنها دولتان: دولة بشار الأسد، ودولة المتمردين، ذلك بأن هؤلاء الأخيرين باتوا مسيطرين على ثلثي المناطق الآهلة بالسكان في هذا البلد، والتي تشكل بدورها ثلثي مساحته الكلية.

وأضاف كوخافي، في سياق خطاب ألقاه أمس (الخميس) أمام "مؤتمر هيرتسليا 2013 بشأن ميزان المناعة والأمن القومي الإسرائيلي في يومه الرابع والأخير"، أن الأسد يركز جهوده الآن على كل من حلب ودمشق لاعتقاده بأن نتائج المعركة في هاتين المدينتين هي التي ستحسم مصير نظامه. وأشار إلى أن وسط حلب ما زال في أيدي نظام الأسد، في حين أن الأحياء الواقعة في ضواحي المدينة سقطت في أيدي المتمردين. وفي المناطق الشرقية من سورية يسيطر المتمردون على دير الزور، في حين أن الأكراد يسيطرون على مناطق أخرى. كما أن معظم المدن السورية أصبحت في أيدي المتمردين، إما بصورة كاملة وإما بصورة جزئية. وباتت منطقة الجولان [داخل الأراضي السورية] مقسمة إلى مجموعة من الجيوب التابعة للمتمردين ومجموعة أخرى من الجيوب التابعة لجيش النظام، وتدور بين المجموعتين معارك يومية. ونجح المتمردون في السيطرة على 11 معبراً من معابر الحدود السورية التي يبلغ عددها 17 معبراً، وهذا يعني استمرار تدفق الوسائل القتالية والعتاد الحربي واللاجئين.

وأكد رئيس شعبة "أمان" أن الأسد يقوم الآن باستعدادات متقدمة لاستخدام الأسلحة الكيماوية التي في حيازته، لكنه لم يصدر الأوامر التي تقضي باستخدامها، وما زال يبث رسائل فحواها أنه مسيطر على هذه الأسلحة، وعلى سلاح الجو، وعلى منظومة إطلاق النيران. وأشار إلى أن الرئيس السوري انتقل إلى استخدام الصواريخ من طراز سكود وM600، وقد أطلق 70 صاروخاً منها حتى الآن، فضلا عن إطلاق 600 قذيفة صاروخية ذات رؤوس حربية يحمل كل رأس منها 300 كيلوغرام من المواد المتفجرة. كما أشار إلى أن سلاح الجو السوري ينفذ أسبوعياً  40 إلى 50 غارة ضد المدنيين، وثمة وحدة خاصة تابعة لحزب الله تحارب إلى جانب قوات الأسد داخل سورية.

على صعيد آخر، قال اللواء كوخافي إن إيران ما زالت تشكل التهديد المركزي لإسرائيل، وذلك في ضوء استمرارها في تطوير برنامجها النووي. وبرأيه، فإن وتيرة عمليات تخصيب اليورانيوم في الوقت الحالي، ولا سيما في قم ونتانز، هي بمعدل 240 كيلوغراماً شهرياً، وهذا يعني امتلاك كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج 5 أو 6 قنابل نووية، في حال قرّر الزعيم الإيراني الروحي [علي خامنئي] التقدم نحو هذه الغاية.

وأضاف أن طهران تحرص على ألا تتجاوز الخطوط الحمر التي رسمتها الأسرة الدولية كي تحافظ على بقاء نظامها، لكنها تواصل دفع برنامجها النووي قدماً لاعتقادها بأن احتمالات تعرض منشآتها النووية لهجوم من الدول الغربية غير كبيرة. ورأى أن تشديد العقوبات الدولية المفروضة على إيران يمكن أن يُحدث تصدعات في صفوف القيادة الإيرانية، وأن يؤدي إلى ازدياد الأصوات التي تدعو إلى إعادة النظر في البرنامج النووي داخل هذه القيادة. 

وأشار إلى أن هناك نحو 200,000 صاروخ موجهة الآن إلى إسرائيل من شتى الجهات. كما أن هناك، لأول مرة منذ عشرات الأعوام، أربع جبهات حدودية تواجه إسرائيل خطر وقوع عمليات "إرهابية" عبرها، وهي المناطق الحدودية مع كل من لبنان وسورية ومصر [شبه جزيرة سيناء] وقطاع غزة.

وفيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني، قال كوخافي إن التقديرات السائدة في شعبة "أمان" تشير إلى أنه لا توجد [لدى الفلسطينيين] طاقات كافية لإعلان انتفاضة ثالثة، لكنه في الوقت نفسه شدّد على أن الأوضاع الاقتصادية القاسية في مناطق السلطة الفلسطينية، وحملة الاحتجاج التي يقوم بها الأسرى الفلسطينيون [في السجون الإسرائيلية]، يمكن أن تشكلا وقوداً لاشتعال المناطق [المحتلة].

كما تكلم رئيس شعبة "أمان" على الهزة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، فأكد أنه من المتوقع أن تستمر، وأن تكون الكثير من الأحداث الإقليمية في المستقبل متأثرة بها.

وأضاف أن القوى التي حركت الجماهير الشعبية للنزول إلى الساحات لم تُترجم إلى عناصر سياسية فاعلة، ودخلت إلى الفراغ الناشئ أحزاب إسلامية، الأمر الذي تسبب بصعود نفوذ حركة "الإخوان المسلمين". وتوقع أن تؤدي الخطوات التي تقدم عليها هذه الحركة إلى اندلاع هزة جديدة في العالم العربي. ولفت إلى أنه لأول مرة منذ أعوام طويلة، فإن زعامات دينية تتربع على سدّة الحكم في الدول الأربع الكبرى في منطقة الشرق الأوسط، وهي إيران والسعودية وتركيا ومصر، وهذه الزعامات تتعامل مع دولة إسرائيل باعتبارها ظاهرة غير مقبولة، ولذا من المتوقع أن تزداد في غضون الأعوام المقبلة الصعوبات التي تعيق احتمالات التوصل إلى تسويات، أو إلى تطبيع العلاقات.

 

كما أشار إلى أنه منذ بدء هذه الهزة، ولدت 10 منظمات "إرهابية" جديدة في سورية وسيناء، وإلى أن زعيم القاعدة حث الناشطين في منظمته على الانتقال من الجهاد العالمي إلى الجهاد المحلي، وعلى التوجّه إلى أقرب ما يمكن من حدود دولة إسرائيل، مؤكداً أن هذا لا يعتبر تحليلاً لرسائله الأخيرة، وإنما هذه هي أقواله بحذافيرها.