من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· أثبتت عملية اعتراض سفينة السلاح الإيراني على بعد 1500 كيلومتر عن شواطئ إسرائيل، أنه في الشرق الأوسط الجديد يتمتع الجيش الإسرائيلي الجديد بحرية تحرك لم يسبق لها مثيل، فالتفوق الاستخباراتي والتكنولوجي الإسرائيلي يقابله ضعف عربي، مما يسمح بما هو مستحيل. إن المعلومات الدقيقة والجيش القوي للدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط جعل من إسرائيل دولة عظمى إقليمياً، قادرة على القيام بما قام به رجال الاستخبارات ومقاتلو الفرقة البحرية الأسبوع الماضي، وما قام به سابقاً رجال الاستخبارات وسلاح الجو لمرات عديدة.
· لكن الرد الدولي البارد على شجاعة سلاح البحر وعلى الأدلة القاطعة التي حصل عليها من قلب البحر، يشير إلى حجم الثغرة بين قوة إسرائيل العسكرية ووضعها الاستراتيجي. وعندما يكون على المجتمع الدولي الاختيار بين الرواية الإسرائيلية والراوية الإيرانية، فإنه يفضل الإيرانية. وعندما عليه أن يختار بين تنبؤات الغضب لبنيامين نتنياهو وأوهام روحاني، يختار روحاني. وهكذا تبدو تهديدات إسرائيل العسكرية ووسائلها وأعمالها العسكرية قديمة وغير ذات أهمية. فالعالم الراغب في السلام يعتبر إيران قادرة على تحقيق ذلك، فيما ينظر إلى إسرائيل بوصفها الدولة التي قد تتسبب بزعزعته وتحرض على الحرب.
· في العقد الأخير، خاض المسؤولون الإسرئيليون ثلاث معارك مختلفة ضد إيران. فقد شهدت الأعوام 2004 إلى 2008 حرباً سرية كانت تأمل من خلالها إسرائيل بلجم الإيرانيين على طريقة جايمس بوند، لكن برغم الجهود التي بذلت تغلب الإيرانيون عليها وواصلوا تقدمهم.
· وخلال الأعوام 2009 إلى 2012 كانت المعركة في أساسها عسكرية، وكان الأمل أن يقوم سلاح الجو الإسرائيلي بلجم الإيرانيين. لكنه لم ينجح وازداد الايرانيون قوة.
· وخلال العامين 2013 و2014 أصبحت المعركة سياسية: وكان الأمل أن يوقف الكونغرس الأميركي الإيرانيين. لكن الإيرانيين استطاعوا أن يخدعوه.
· وبهذه الطريقة انتهت المعارك الثلاث بثلاث هزائم، فما يزال لدى إيران 19 ألف جهاز طرد مركزي، وحظيت في ظل حكم روحاني بشرعية جديدة، وباقتصاد متجدد، وبصورة دولة متحضرة. وفي وقت تجد إسرائيل نفسها محشورة في زاوية قاتمة، تحظى إيران بالأضواء. لذا ليس هناك من يصغي فعلاً للصرخات الإسرائيلية، وليس هناك من يعجب فعلاً بما قام به الكوماندوس الإسرائيلي. وبينما تسجل إسرائيل لنفسها إنجازات تكتيكية، تحقق إيران انتصاراً استراتيجياً.
· إنني انتمي إلى الأقلية التي تعتقد أن إسرائيل على حق تماماً في المسألة الإيرانية. إذا أصبحت إيران نووية، فإن الشرق الأوسط سيصبح نووياً، وسيتحول القرن الحادي والعشرين إلى قرن الرعب النووي.
لكن من أجل إقناع العالم بصحة الموقف الإسرائيلي، كان يتعين على إسرائيل المبادرة قبل عقد إلى القيام بحملة سياسية قوية وواسعة تؤدي إلى فرض حصار سياسي- اقتصادي شامل على إيران. لم تفعل إسرائيل ذلك، وكذلك لم يفعل المجتمع الدولي، ونحن اليوم نحصد النتائج.