إسرائيل ليست معنية بتصعيد الوضع في قطاع غزة
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·      قامت إسرائيل أمس بردّ عسكري واسع النطاق ضد قطاع غزة. وخلال الاستشارات التي جرت لم يكن هناك أدنى تساؤل بشأن الرد بحد ذاته، إذ يحرص الجيش الإسرائيلي منذ عملية "عمود سحاب" على الرد على كل عملية إطلاق صواريخ من غزة، بيد أن المشكلة كانت في حجم الرد بحيث يدفع الطرف الثاني ثمناً باهظاً وينقل إليه رسالة واضحة، لكن من دون أن يؤدي ذلك إلى تصعيد.

·      وفي الواقع، فإنه على الرغم من الغضب الذي أثاره هجوم صواريخ القسام الواسع [والمفاجئ]، فقد كان من الصعب أن تجد في إسرائيل أمس متحمساً لمغامرة عسكرية في غزة. فالوضع الأمني في النقب جيد جداً مقارنة مع الماضي، ناهيك عن أن الشرعية الداخلية والدولية التي قد تحظى بها أي عملية عسكرية ضد غزة ستكون محدودة للغاية.

·      وإلى جانب ذلك، هناك القيود الموضوعية: حالة الطقس السيئة التي تؤثر بصورة كبيرة على حرية عمل سلاح الجو، عيد البوريم [المساخر] وعدد من المناسبات التي لا يريد أحد إلغاءها.

·      ويبدو أن الفلسطينيين في غزة أيضاً لا يريدون تحطيم كل شيء، فغضب حركة الجهاد الإسلامي بالأمس جاء رداً على مقتل ثلاثة من أنصارها بالقرب من الجدار أول من أمس، لكنها على الرغم من تصريحاتها بأن التهدئة مع إسرائيل انتهت، إلا أنها لا ترغب فعلاً الدخول في جولة جديدة من القتال قد تخسر فيها الكثير.

·      لقد تحركت حركة الجهاد الإسلامي بالأمس انطلاقاً من معرفتها بأنها قادرة على الاستيعاب، وأن الرد المتوقع من جانب إسرائيل لن يتعدى حدود "قواعد اللعبة" غير المكتوبة القائمة بين الطرفين منذ سنة ونصف السنة.

·      وعلى الرغم من ذلك، فإن حجم القصف أمس كان الأضخم منذ "عمود سحاب". لذا من المحتمل ان تكون له أسباب أخرى غير الرد على حادثة أول من أمس، مثل التقارير التي تحدثت عن المصالحة بين إيران وحركة "حماس"، وتخوف الجهاد الإسلامي من أن يأتي الدعم الإيراني لـ"حماس" على حسابها، لذا فالعمليات التي جرت بالأمس هي للتذكير بوجودها وأهميتها، فمن المعروف أن هناك احتكاكات داخلية بين "حماس" والجهاد الإسلامي، ومن المحتمل أن هذه الاحتكاكات زادت من رغبة الجهاد الإسلامي في الانتقام لموت أعضائها.

·      وثمة عامل آخر هو الاستيلاء على سفينة السلاح وهي في طريقها إلى غزة، والاحباط الذي سببه خسارتها وسط قيادة التنظيم.

·      وعلى الرغم من هذا كله، فإن غزة مثل إسرائيل لا ترغب في التصعيد، لذا فما يجري جولة جديدة محدودة حجماً وزمناً. ومما يساهم في ذلك معرفة الطرفين بأن التدهور يعود أيضاً إلى تقلص آليات الحوار بينهما في ظل الخلاف بين مصر و"حماس". وبالأمس انتشرت شائعات في غزة تقول إن القاهرة تشجع إسرائيل على التحرك، ومن المحتمل أن تحاول "حماس" ضبط نشطاء سائر التنظيمات للحؤول دون حدوث تدهور لا ترغب فيه.

·      لقد أرادت إسرائيل من خلال هجومها على عشرات الأهداف أمس، اقتلاع الحوافز التي قد تدفع "حماس" إلى القتال، وفي الوقت عينه تدمير قدرات قد تستخدمها الحركة والجهاد الإسلامي في أي عملية تصعيد مستقبلية.