يجب الدفاع عن التفوق التكنولوجي للجيش الإسرائيلي
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يعود تفوق الجيش الإسرائيلي بصورة كبيرة إلى نوعية منظومات السلاح المتوفرة لديه. وشكل هذا المبدأ، طوال أعوام، القاعدة الأساسية للسياسة الأمنية. والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف يمكننا الحفاظ على هذا التفوق؟ لقد قال لي يتسحاق رابين ذات يوم أنه لا يمكن تحقيق الانتصار في الحرب من دون السلاح المتطور الذي تملكه إسرائيل. وقد شاطر العديد من المسؤولين في المؤسسة الأمنية رابين رأيه هذا، واعتقدوا أن على إسرائيل شراء السلاح من الخارج، واعتبروا حديث المهندسين الإسرائيليين عن قدرتهم على تطوير منظومات سلاح جيدة وحتى أفضل من السلاح الذي يُشترى من الخارج، مجرد أحلام.

·       في سنة 1987 طلب رابين بصفته وزيراً للدفاع آنذاك من الحكومة إلغاء مشروع طائرة لافي، مع أنها كانت حينذاك الطائرة الحربية الأكثر تطوراً في العالم، ثم طلب من إدارة الصناعة الجوية إغلاق وحدة الهندسة لديها لمنع المهندسين الإسرائيليين من الانجرار نحو مغامرة جديدة، على الرغم من أنها كانت الأفضل في العالم في هندسة الطائرات الحربية.

·       لقد كان سلاح الجو أول من وثق بمنظومات السلاح التي طورتها إسرائيل، فقام بتزويد سفنه بصواريخ غبريال البحرية التي أدت دوراً مهماً في حرب يوم الغفران [حرب تشرين 1973]، وفي الانتصار على سلاحي البحرية المصري والسوري، وذلك في معارك صاروخية كانت الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البحرية.

·       كما كان سلاح الجو أول من تزود بالطائرات من دون طيار. وفي حرب لبنان الأولى ساهمت هذه الطائرات التي هي من إنتاج الصناعة الجوية، في تدمير بطاريات الصواريخ السوفياتية الصنع التي نصبتها سورية في لبنان، وذلك من دون خسارة طائرة واحدة. إنما على الرغم من ذلك واصل الجيش معارضته لتصنيع طائرات حربية إسرائيلية.

·       لقد باتت الصناعة العسكرية في إسرائيل اليوم تحظى باعتراف دولي. فصاروخ رفائيل هو الصاروخ الأول في العالم في مجال الصواريخ التكتيكية. كما أن أجهزة الإنذار المبكر التي تصنعها شركة إلتا [للصناعات الإلكترونية] هي الأكثر تطوراً في العالم. وصاروخ حيتس هو أول صاروخ عملاني في العالم قادر على اعتراض الصواريخ القصيرة المدى. وتُعتبر الطائرات الإسرائيلية من دون طيار هي الأفضل في العالم. وفي الحروب المستقبلية سيكون في انتظار أعداء إسرائيل مفاجآت كثيرة، تثبت التفوق النوعي الذي يمكننا تحقيقه بواسطة منظومات السلاح التي جرى تطويرها في إسرائيل.

·       على الرغم من ذلك، ما زال هناك وهم بأن إسرائيل لا تزال تابعة للولايات المتحدة الأميركية في كل ما له علاقة بالتفوق التكنولوجي. لكن في الحقيقة يعود تفوق إسرائيل التكنولوجي في معظم الميادين إلى تطويرات محلية، إذ إنها لا تعتمد على الولايات المتحدة إلاّ في الطائرات مع طيار. وقد منح تركيب أجهزة إسرائيلية على الطائرات التي تم شراؤها من الولايات المتحدة إسرائيل تفوقاً على الطائرات نفسها التي باعتها الولايات المتحدة إلى الدول العربية. لكن هذا التفوق زال عندما فرضت الولايات المتحدة قيوداً على تركيب الأجهزة الإسرائيلية. ففي طائرات أف-35 التي تنوي إسرائيل شراءها لن تكون هناك أجهزة إسرائيلية، كما أن مشروع تطوير الطائرة يواجه عراقيل ويعاني من الزيادة في التكلفة.

·       في هذه الأثناء يجري تطوير تكنولوجيا مضادة لطائرات الشبح، قد تقضي على التفوق النوعي لهذا النوع من الطائرات. كما تتعاون روسيا والهند حالياً على تطوير طائرة حربية متطورة جداً من طراز سوخوي-50، التي من دون شك ستشتريها أسلحة الجو العربية لمواجهة سلاح الجو الإسرائيلي في المستقبل.