· إن معنى الانقلاب الذي قام به نصر الله في لبنان هو سقوط الأقنعة وتحول هذا البلد بصورة واضحة وجلية إلى دولة حزب الله، أي إلى دولة واقعة تحت سيطرة شيعية وتحت هيمنة حزب الله وإيران. تتابع سورية ما يجري عن كثب، وهي ما زالت تمسك بالخيوط وتدعم حزب الله في مسعاه، ولكنها سرعان ما ستكتشف مستقبلاً أنها خسرت دورها التاريخي في لبنان، بوصفها من يفرض الخطوات لصالح حزب الله وإيران.
· لقد حصل الانقلاب في لبنان بفضل خيانة رجلين: وليد جنبلاط، زعيم الدروز الذي غيّر ولاءه السياسي ومعسكره أكثر من مرة، بإسم الدفاع عن بقائه الشخصي والعائلي. وميشال عون، الذي كان في الماضي حليفاً لإسرائيل، واليوم صار خادماً لدى نصر الله، وهو الذي ضمن له تأييد أغلبية الجمهور الماروني في لبنان.
· تشكل الأحداث التي يشهدها لبنان صفعة قوية للرئيس أوباما، وفشلاً ضخماً ومتوقعاً للسياسة الأميركية في منطقتنا، وهي تعكس تراجع موقع واشنطن، فلم يعد هناك مَن يحسب لها حساباً حتى في لبنان.
· أما بالنسبة إلى إسرائيل، فإن ما يجري لا يشكل تغييراً حقيقياً. فحتى تحت حكم سعد الدين الحريري لم يقف شيء في وجه ازدياد قوة حزب الله. ومن الأسهل على إسرائيل اليوم أن تجعل لبنان يدفع ثمن أعمال حزب الله.
· وعلى الرغم من ذلك، فإن اشتداد القبضة الإيرانية - السورية على لبنان، وتحول هذا البلد إلى دولة تحت السيطرة المباشرة لحزب الله، هما تطور مثير للقلق. لا يعني هذا أن مواجهة مباشرة ستنشب على الحدود الشمالية، ولكن معناه أن إسرائيل باتت تجد نفسها محاطة من الجنوب بحماستان [دولة حماس]، ومن الشمال بحزب الله ستان.