قال وزير الدفاع الإسرائيلي المنتهية ولايته إيهود باراك إن الجمود المسيطر على العملية السياسية مع الفلسطينيين يلحق أضراراً كبيرة بإسرائيل، ولذا يتعين على الحكومة الإسرائيلية المقبلة أن تأخذ زمام المبادرة لكسر هذا الجمود من خلال خطة تكون مستندة إلى حل الدولتين.
وجاءت أقوال باراك هذه في سياق الكلمة التي ألقاها في الاجتماع الذي عقدته لجنة الخارجية والأمن في الكنيست أمس (الاثنين)، وخصصته لوداع وزير الدفاع في مناسبة انتهاء مهمات منصبه، وقد أكد فيها أيضاً أنه إذا لم تعمل الحكومة على دفع حل الدولتين قدماً، فإن إسرائيل ستتحوّل إلى دولة غير ديمقراطية، أو إلى دولة لا تكون فيها أغلبية يهودية. وشدّد على أنه إذا لم يكن ممكناً في الوقت الحالي التوصل إلى حل دائم متكامل للنزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، فإنه يمكن التوصل إلى حل موقت.
وتطرّق باراك إلى آخر الأوضاع في سورية، فقال إن سقوط نظام بشار الأسد أصبح حتمياً، وأشار إلى أن إسرائيل تتابع عن كثب مسألتين مرتبطتين بهذه الأوضاع: الأولى، احتمال انتقال أسلحة ووسائل قتالية متطورة من سورية إلى حزب الله في لبنان؛ الثانية، احتمال انتقال أسلحة كيماوية من ترسانة الأسلحة السورية إلى حزب الله، أو إلى منظمات "إرهابية" أُخرى.
وكشف النقاب عن أن الحكومة المنتهية ولايتها اتخذت في هذا الشأن قراراً يقضي بوقف أي عمليات تهدف إلى نقل أسلحة استراتيجية موجودة في حيازة سورية إلى جهات خارجية.
وأضاف وزير الدفاع أن إيران وحزب الله يقدمان مساعدات كبيرة إلى نظام الأسد من أجل الحفاظ على بقائه. ولفت إلى أن حزب الله أصبح يمتلك أكثر من 60,000 صاروخ وقذيفة صاروخية، وإلى أنه في حال اندلاع أي مواجهة عسكرية بينه وبين إسرائيل، فإن لبنان كله، لا حزب الله وحده، سيتحمل المسؤولية عنها.
وقال باراك إن إسرائيل هي الدولة الأقوى في منطقة الشرق الأوسط، التي باتت في الأعوام الأخيرة أقل استقراراً من قبل، وخاضعة لسيطرة القوى الإسلامية.
وأكد أن البرنامج النووي الإيراني ما زال أهم تحدّ يتعين على إسرائيل أن تواجهه، وشدّد على أن العقوبات وحدها لا تكفي لكبح هذا البرنامج، وعلى أن كبحه بالوسائل العسكرية يُعتبر مسألة معقدة، لكن مواجهة إيران بعد أن تتحوّل إلى دولة نووية ستكون مسألة معقدة أكثر.
وقال باراك إن وزير الدفاع الأميركي الجديد تشاك هيغل، الذي عقد اجتماعاً معه الأسبوع الفائت في واشنطن، هو صديق حميم لإسرائيل، وإن العلاقات الأمنية القائمة بين إسرائيل والولايات المتحدة هي الآن في أفضل حالاتها.
وتوقع وزير الدفاع أن يتصاعد التوتر في المناطق [المحتلة] مع اقتراب الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الأميركي باراك أوباما لكل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية في 20 آذار / مارس الحالي.