خطف المراقبين الدوليين خطوة صغيرة نحو مرحلة ما بعد الأسد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       برأي مسؤول كبير في الجهاز الأمني الإسرائيلي، فإن مرحلة ما بعد الأسد في سورية قد بدأت، على الرغم من استمرار وجود الطاغية السوري في الحكم. صحيح أن بشار الأسد ما زال متشبثاً بالسلطة بعد مرور التواريخ التي توقعت فيها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والغربية سقوطه فيها، بيد أنه بدأ يفقد السيطرة على الدولة السورية.

·       وتشكل حادثة خطف المراقبين الفيليبينيين من قوة أندوف التابعة للأمم المتحدة دليلاً آخر على خسارة النظام سيطرته. ويبدو أن الأسباب التي دفعت التنظيم الثوري الإسلامي المتشدد إلى خطف المراقبين هي أسباب محلية للغاية، وتهدف إلى وقف قصف الجيش السوري للبلدة التي يتمركز فيها التنظيم، والواقعة في وسط الجولان السوري بالقرب من الحدود الإسرائيلية.

·       لا ضرورة لإعطاء الدور الذي يقوم به المراقبون الدوليون اليوم أهمية مبالغاً فيها ، إذ تقتصر مهمتهم على مراقبة اتفاقات فصل القوات بين إسرائيل وسورية في هضبة الجولان، وليس منع الحرب الأهلية. ومن الواضح أن هؤلاء ليس لهم أي تأثير فيما يتعلق بالمذبحة البشعة الدائرة هناك. وعلى الرغم من ذلك، فإن إسرائيل تفضّل بقاء هذه القوات في مكانها، لأن وجودها هناك يساهم في إبعاد عاصفة المعارك عن الحدود.

·       ومع ذلك، فإن الكلام على سيطرة القاعدة على المناطق المحاذية للحدود هو أمر مبالغ فيه. ثمة فصائل متعاطفة مع أفكار أسامة بن لادن، ولكنها لا تسيطر  على كامل الأرض، وما يوجد هو خليط من التنظيمات تسيطر على عدد من القرى، وتخوض قتالاً ضد الجيش السوري.

·       ووفقاً للتحليل الإسرائيلي، فإن طرفَي القتال متعادلان في القوة، الأمر الذي يمنع حسم الحرب الدائرة. فمن جهة، ليست قوات المعارضة منظمة بما فيه الكفاية على الصعيد العسكري من أجل إلحاق الهزيمة بالرئيس وأتباعه، كما أن سيطرة الأسد عملياً لا تتعدى ربع أراضي الدولة. ويواصل الثوار إسقاط الطائرات والطوافات، بينما يطلق الجيش السوري يومياً صواريخ باليستية، وصواريخ متوسطة المدى على المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار. ويصل متوسط عدد القتلى يومياً إلى نحو 150 شخصاً.

·       إن صمود الأسد يعود إلى فشل الثوار في تجميع ما يكفي من القوة للقيام بهجوم يؤدي إلى سيطرتهم على دمشق، ويجبر الرئيس وقواته على التراجع إلى الجيب العلوي الساحلي. لكن مَن يساهم في بقاء الأسد في قيد الحياة هو حلفاؤه في الخارج: إيران التي تقدم له المال والسلاح، وحزب الله الذي يقدم مئات المقاتلين وعناصر القوات الخاصة الذين يشاركون مشاركة فاعلة في المعارك، وروسيا التي تواصل سفنها تزويد الجيش السوري بالسلاح عبر مرفأ طرطوس.