· يمكن القول إن السلوك الذي انتهجه رئيس الحكومة الإسرائيلية ورئيس تحالف "الليكود - بيتنا" بنيامين نتنياهو، المكلف تأليف الحكومة المقبلة، على مدار الفترة التي تجري فيها المفاوضات الائتلافية من أجل تأليف الحكومة الجديدة، يدل على حدوث تغيرات كبيرة لديه. وفي إطار هذه التغيرات، جدّد نتنياهو التزامه إقامة دولة فلسطينية، وشنّ أكثر من هجوم عنيف على حزب "البيت اليهودي"، ووقع أول اتفاق ائتلافي مع تسيبي ليفني [رئيسة حزب "هَتنوعا"]، وسلّمها بموجبه حقيبة العدل والمسؤولية عن ملف المفاوضات مع الفلسطينيين، وذلك على الرغم من كونها نقيض السياسة التي يتبعها حزب الليكود.
· وما يثير الاستغراب أكثر هو أن هذه التغيرات لم تحظ حتى الآن بأي ردة فعل من جانب أعضاء الكنيست من الليكود. وفي حال استمرار أعضاء الكنيست هؤلاء في التزام الصمت، فإن هذا يعني أن ما يقوم نتنياهو به هو مقبول منهم.
· في الوقت نفسه، يتعين على أعضاء الكنيست من الليكود أن يدركوا أنه في حال استمرارهم في التزام الصمت، فإن الناخبين الذين صوّتوا لهذا الحزب لن يتعاملوا معهم بجدية في المستقبل، وسيعتبرون أن الكراسي هي أهم ما يتطلعون إليه، حتى لو كان ذلك على حساب الأفكار والمبادئ الأصلية التي يتبنّاها الليكود.
· وثمة ضرورة أيضاً لتأكيد أن التحالف الوثيق القائم بين حزب "يش عتيد" [يوجد مستقبل] بزعامة يائير لبيد، وحزب "البيت اليهودي" بزعامة نفتالي بينت، يهدف أساساً إلى تغيير موضوع المساواة في تحمّل أعباء خدمة الدولة رأساً على عقب، وذلك من خلال فرض الخدمة العسكرية على الشبان اليهود الحريديم [المتشددين دينياً]. وعلى أعضاء الكنيست من الليكود إبداء الدعم الكامل لهذا التغيير الذي يبدو الآن أن الفرصة سانحة لإحداثه.