الشرق الأوسط الجديد يسمح للجيش الإسرائيلي بأن يفعل ما يحلو له
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      استناداً إلى مجلة "التايم"، فإسرائيل هي التي هاجمت قافلة السلاح التابعة لحزب الله على الحدود السورية- اللبنانية مساء يوم الاثنين [الماضي]. وهكذا بعد ست هجمات مجهولة وقعت سنة 2013، أتى الهجوم المجهول الأول في سنة 2014. ونقلاً عن المجلة فقد حاول الحزب تهريب سلاح متقدم من سورية التي تنهار، إلى لبنان الذي يزداد قوة. ومرة اخرى نجحت الاستخبارات الإسرائيلية في الحصول على معلومات دقيقة عن العملية السرية، واستخدم سلاح الجو هذه المعلومات كي يتحرك بصورة دقيقة ويقوم بإحباط العملية.

·      وعلى الرغم من انتهاك إسرائيل سيادة دولة مجاورة، فإن أحداً لم يتفوه بشيء باستثناء رد حزب الله. ويبدو أن الشرق الأوسط الجديد مضطر للقبول بحقيقة أن الجيش الإسرائيلي الجديد يستطيع أن يفعل في المنطقة ما يشاء.

·      هل نحن أمام شرق أوسط جديد؟ نعم. خلال مئة عام اتُهمت الصهيونية بأنها تقيم كياناً مصطنعاً بحماية الإمبريالية الغربية. جاء الربيع العربي الذي تحول إلى فوضى عربية، ليثبت أن الكيان المصطنع الذي أنشئ بحماية الإمبريالية الغربية هو تحديداً الدولة القومية العربية. فاليوم لا وجود للعراقيين، ولا للسوريين ولا للبنانيين أو الليبيين. كما لا قيمة للاتفاق الإقليمي الذي وضعه قبل 98 عاماً مارك سايكس وجورج بيكو. وحدها مصر تملك هوية قومية قوية، ووحدها الأنظمة الملكية العربية لا تزال صامدة، في حين أن أغلبية الدول العربية القومية العلمانية الحديثة توقفت عن العمل، وكذلك أغلبية الجيوش العربية الحديثة.

·      إن التهديد القديم بغزو الجيوش العربية للدولة اليهودية أصبح معلقاً، وتبددت القدرة العربية  على مواجهة التفوق العسكري الإسرائيلي. لقد اصبح الشرق الأوسط الجديد ساحة لعدم الاستقرار حيث تنشط القوى العظمى الإقليمية غير العربية (إسرائيل، تركيا، إيران) بصورة حرة للغاية داخل المجال العربي، لأن القومية العربية لم تعد تقف في طريقها.

·      هل نحن أمام جيش إسرائيلي جديد؟ نعم. لقد كان الجيش في أيام رئيس الأركان [السابق] غابي أشكينازي جيشاً مفتول العضلات، شديد التدريب، ومضغوطاً للغاية. وامتاز بالخوف من أن يفكر أو يتحدث وحتى يتحرك. في المقابل، فإن الجيش الإسرائيلي تحت قيادة بني غانتس مختلف تماماً. ففي ظل قيادة أحد أحسن رؤساء الأركان الذين حظينا بهم حتى الآن، باتت عقيدة هذا الجيش هي التفكير الحر والكلام الشفاف والعمل الصارم.

·      إن الثورة الصامتة التي تحدث في سلاح الجو تحت إمرة أمير أشل، والثورة الصامتة التي تحدث في الاستخبارات في ظل أفيف كوخافي، تمنحان الجيش قدرات لا سابق لها، يثبتها مرة تلو الأخرى. فبعد الفشل على صعيد القيادة في زمن دان حالوتس، وبعد الفشل الأخلاقي في زمن أشكينازي، جاءت سنوات استرجاع العافية والقوة مع غانتس. وبهدوء ومن دون مباهاة ولا تدخل في السياسة، يقوم الجيش الإسرائيلي بما يجب القيام به. وهو يستخدم التفوق الواضح لدولة إسرائيل كي يضع في خدمتها قوة دفاعية قادرة على العمل بصورة دقيقة وصارمة.

·      إن الشرق الأوسط الجديد والجيش الإسرائيلي الجديد يصوغان وضعاً استراتيجياً جديداً.

·      في الماضي رفضت إسرائيل أي انسحاب خوفاً من تسلل الجيوش العربية إلى يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وفي الماضي امتنعت إسرائيل عن إنهاء الاحتلال لأن الانسحاب تحت النار من شأنه تشجيع هجمات جديدة. لكن البيئة الجيوسياسية الجديدة، والهدوء النسبي، والتفوق العسكري للجيش الإسرائيلي، كل ذلك وفر فرصة ذهبية تسمح بالمخاطرة من موقع القوة والثقة بالنفس.

·      ومن المفارقات أنه من أجل المحافظة على الحرية الحالية لعمل سلاح الجو فالمطلوب هو مبادرة سياسية.

ومن أجل تحصين الأمن القومي فالمطلوب هو تعميق شرعيتنا الدولية. إن قدرات الجيش الإسرائيلي تسمح وتفرض علينا التحرك نحو انهاء الاحتلال.