· لا بُد من القول إن المحاولات التي تقوم بها حركة "حماس" في الآونة الأخيرة، والتي تهدف إلى فرض تهدئة في منطقة الحدود بين قطاع غزة وإسرائيل، تشكل فرصة ذهبية، ويمكن أن تنطوي على احتمال إيجاد حل لقضية غلعاد شاليط [الجندي الإسرائيلي الأسير لدى "حماس"].
· ومن المعروف أن "حماس"، ولأسباب لا تُعتبر كلها واضحة لي، تبدو في الفترة الأخيرة مصرّة على أن تمرّر إلى إسرائيل رسائل فحواها أنها راغبة في التهدئة، ولهذا، فإنها، في الوقت نفسه، تقوم بجهود غير مسبوقة لفرض هذه التهدئة ميدانياً. وقبل ثلاثة أسابيع طلب [رئيس الحكومة الفلسطينية المُقالة] إسماعيل هنية ورجاله من المصريين تبليغ إسرائيل أن هذه الرغبة حقيقية، كما أنهم طلبوا الأمر نفسه من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، على الرغم من أنهم لا يكنّون الودّ الكبير له.
· ومن الناحية الميدانية فإن "حماس" تقوم بخطوات استثنائية لفرض التهدئة، وفي مقدمها إقامة وحدات خاصة تتولى القيام بهذه المهمة، وعلى ما يبدو فإن حركة الجهاد الإسلامي انضمت هي أيضاً إلى هذا المسعى.
· إن أحد الاحتمالات لتفسير هذا السلوك هو أن "حماس" تفترض أن إسرائيل أصبحت قريبة جداً من انتخابات عامة جديدة، وفي رأيها فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يتطلع إلى أن يفوز في هذه الانتخابات على حسابها، وذلك من خلال قيامه بشن عملية "الرصاص المسبوك 2" في حال استمرار عمليات إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل. فضلاً عن ذلك، فإن التهدئة تساعد "حماس" في تعزيز سلطتها وقوتها العسكرية، وفي الحصول على تأييد دولي.
· في ضوء ذلك كله فإن ما يجب الانتباه إليه هو أن الوقت الحالي يبدو الأكثر ملائماً كي تقترح إسرائيل على "حماس" إغلاق ملف شاليط من خلال التوصل إلى صفقة تكون مقبولة من الجانبين.