كيف يمكن إنجاح المفاوضات السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين؟
تاريخ المقال
المصدر
هآرتس
من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
- من بين الأمور التي تدعو إلى التفاؤل كون جون كيري السياسي الوحيد في العالم المستعد للمخاطرة وبذل كل ما هو مطلوب من أجل إنقاذ حل الدولتين في اللحظة الأخيرة؛ وأن بنيامين نتنياهو هو الزعيم الوحيد من اليمين الإسرائيلي الذي يلتزم علناً حلّ الدولتين، وهو رئيس الحكومة الإسرائيلي الوحيد الذي وقع اتفاقات سياسية مع الفلسطينيين في أعقاب اغتيال يتسحاق رابين؛ ومحمود عباس هو الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي منذ 25 عاماً وقف مع حل الدولتين؛ ومارتن إنديك هو خبير السلام الوحيد الذي شغل منصب سفير الولايات المتحدة في إسرائيل مرتين ويعرف الإسرائيليين والفلسطينيين جيداً، كما أنه يعرف عمق النزاع بينهما وهو يحاول اليوم إنهاءه.
- وما يمكن قوله إن اجتماع كيري ونتنياهو وعباس وإنديك لن يتكرر وهو يحدث لمرة واحدة فقط. لذا، فمن المنتظر أن تكون الأشهر التسعة المقبلة هي الأشهر الأخيرة للتفاؤل الحذر.
- لكن على الرغم من ذلك، فثمة مجال أيضاً للتشاؤم. فقبل مجيء كيري إلى المنطقة جاء وارن كريستوفر، ومادلين أولبرايت، وكولن باول، وكونداليزا رايس، وهيلاري كلينتون. وطوال 20 عاماً حاول جميع وزراء الخارجية الأميركية تحقيق سلام، لكنهم فشلوا.
- وقبل القرار الذي اتخذه نتنياهو سنة 2013، فإن جميع المحاولات التي بذلت منذ 2009 حتى 2012 من أجل دفع رئيس الحكومة إلى الخروج من الجمود باءت بالفشل. ومن هنا يمكن القول إن حظوظ مارتن إنديك بالنجاح ضئيلة.
- مع ذلك، هناك أسباب عديدة تدفعنا إلى اعتقاد أن هناك فرصة جدية، فما يطمح إليه كيري ليس الوصول إلى الرئاسة الأميركية بل تحقيق إنجاز تاريخي حقيقي، لذا فهو يوظف في السلام جميع الموارد التي يملكها وتملكها الأمة التي يمثلها. ولدى نتنياهو دوافع استراتيجية مهمة (إيران) وسياسية (الليكود)، تدفعه إلى التجاوب مع مبادرة كيري.
- لكن في المقابل هناك مخاطر كبرى، فمكانة الولايات المتحدة تراجعت في الشرق الأوسط وأصبحت في نظر عدد من دول المنطقة دولة عظمى في حالة انحدار، والفوضى الإقليمية السائدة حالياً لا تسمح لأي زعيم عربي لا يتمتع بالشرعية المطلوبة، بالتوقيع على اتفاق سلام رسمي مع إسرائيل.
- وفي الواقع، إذا كان كل ما سيحاول كيري وإنديك فعله هو العودة إلى الصيغ القديمة للحل وفرضها على الطرفين، فإنهما سيفشلان. لا مجال أبداً ليقدم نتنياهو أكثر مما قدمه إيهود باراك وإيهود أولمرت. كذلك لا مجال لأن يوافق عباس على ما رفضه عرفات بل سبق أن رفضه هو نفسه.
- إن انتصار التفاؤل على التشاؤم لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال البراغماتية المبدعة للأميركيين.