أبو مازن يماطل في المفاوضات على أمل وصول اليسار الإسرائيلي إلى الحكم
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·      في هذه المرحلة التي تسبق تمديد المفاوضات مع الفلسطينيين، يعمل أبو مازن ورفاقه على الدعاية. لقد بدأ هذا مع اجتماع حدث قبل أسبوع في المقاطعة مع أنصار اليسار، واستمر يوم الأربعاء في الاجتماع الذي جرى في غفعات حفيفا بحضور ممثلين عن السلطة الفلسطينية. والطموح الفلسطيني هو المحافظة على علاقة وثيقة مع اليسار وربما أكثر من ذلك.

·      ومثلما تستعد المنظومة السياسية الداخلية في إسرائيل للانتخابات، كذلك يستعد الفلسطينيون للانتخابات التي ستجري عندنا وليس عندهم. وتشير التقديرات إلى أن أبو مازن يستعد جدياً للمساهمة في التغيير الذي قد يطرأ على الخريطة السياسية الإسرائيلية. فكلما أظهر أبو مازن استعداده لمواصلة المفاوضات، واستعداده لتشجيع التحاور بين مجموعات من المجتمع الإسرائيلي وبين أطراف فلسطينية، يكون بذلك يقدم الدعم لجدول الأعمال اليساري.

·      تقول عضو الكنيست زهافا غلؤون [زعيمة حركة ميرتس اليسارية] إن اليسار سيفوز في الانتخابات. قد يكون في هذا الكلام بعض المبالغة، لكن ليس من المبالغة توقع أن يخسر اليمين الحكم. إن التقديرات التي تشير إلى استعداد أبو مازن لتقديم المساعدة إلى اليسار والوسط هي دليل على عدم استعداده لتوقيع أي اتفاق.

·      ونظراً الى أن أبو مازن لا يستطيع بالفعل توقيع اتفاق دائم، وهذا ما أوضحناه مرات لا تحصى، فهو سيواصل مهمة طويلة المدى. والاتفاق الوحيد الذي يمكن للفلسطينيين قبوله هو انسحاب إسرائيلي من طرف واحد من دون مقابل.
أبو مازن مستعد للموافقة على أن تنسحب إسرائيل إلى خطوط 67، وليس من الواضح ماذا سيفعل بعد ذلك. لكن الواضح هو بالتأكيد أن الإسرائيليين يعتقدون أن هذا الأمر مستحيل ولا يمكن أن يحدث، فلماذا تنسحب إسرائيل من دون اتفاق ومن دون مقابل الى خطوط قريبة من خطوط الرابع من حزيران/يونيو 1967؟ بيد أن أبو مازن، فنان الحرب السياسية، يعتقد أن الانسحابات الإقليمية لإسرائيل وأفكارها وتوجهاتها منذ اتفاق أوسلو 1993 تثبت أن تطلعه إلى انسحاب من طرف واحد أمر ممكن.

إذا جرى نوع من الانقلاب في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، فإن هذا سيؤدي إلى استنفاد  التنازلات في إطار المفاوضات، وسيجد اليسار نفسه أمام خيار الانسحاب الجزئي من طرف واحد أو لا شيء. وسيحدث مرة اخرى انسحاب كبير من دون مقابل، هذه المرة من يهودا والسامرة [الضفة الغربية]. وسيقوم الفلسطينيون باستخدام كرة الثلج الدولية من خلال سلاح المقاطعة ونزع الشرعية وخطوات سياسية من طرف واحد من جانبهم. وستصبح الزعامة التي ستأتي من بعد بنيامين نتنياهو سواء كانت يمينية أو يسارية، تعتمد اعتماداً مطلقاً على الأميركيين.