الهجمات الإرهابية في سيناء تثير قلق إسرائيل من تمركز الجهاد العالمي على حدودها
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·      يمكننا افتراض أن الهجوم الذي وقع في طابا أمس لم يفاجئ أحداً في مصر. فخلال الأشهر الأخيرة واجهت القاهرة موجة عاتية من الإرهاب مصدرها الجهاد العالمي ومركزها سيناء وهدفها المعلن اسقاط الحكم العسكري وقيام نظام إسلامي متشدد مكانه.

·      إن من يقف وراء أغلبية الهجمات بما في ذلك الهجوم الذي وقع بالأمس واستهدف باصاً للسياح الكوريين، هو التنظيم الارهابي الأكبر الذي ينشط حالياً على الأراضي المصرية أي أنصار بيت المقدس. فقد سبق لأعضاء هذا التنظيم أن شاركوا قبل سنتين ونصف السنة في الهجوم الذي وقع على طريق 12 سنة 2012 وتسبب بمقتل ثمانية إسرائيليين، وهم الذين قاموا باختراق مدرع للأراضي الإسرائيلية في حادث قُتل فيه أيضاً رجال شرطة مصريون خلال شهر رمضان، إلى جانب الهجمات الأخرى التي وقعت في سيناء وقلب مصر، وكانت موجهة في أغلبيتها ضد أهداف حكومية وقوات الأمن المصرية، وجزء منها ضد أهداف إسرائيلية، بما في ذلك حوادث إطلاق الصواريخ على إيلات.

·      يضم تنظيم أنصار بيت المقدس مئات النشطاء أغلبيتهم من البدو من مواليد سيناء انخرطوا في النشاطات الإرهابية لأسباب اقتصادية ودينية، إلى جانب أقلية من الأجانب من خريجي حربي العراق وأفغانستان الذين حملوا معهم خبرة ومعرفة عسكرية كبيرة. وهم عقائدياً ينتمون إلى فكر تنظيم القاعدة الذي جعل الهدف المعلن له ضرب الأنظمة العربية المعتدلة في الدول العربية من أجل تحقيق هدفين: إقامة الخلافة الإسلامية، ومحاربة إسرائيل.

·      لقد تركز اهتمام القاهرة والقدس خلال الأشهر الماضية على معالجة الخطر المتزايد للجهاد العالمي، وهما تتعاونان في الحرب ضد هذا الخطر لاعتقادهما أن كل هجوم يقع ستكون له انعكاسات استراتيجية بعيدة المدى. وفي إطار هذا التعاون يجري الجيش المصري عملية واسعة النطاق في سيناء بالدبابات والطوافات الحربية، في محاولة للقضاء على العناصر الارهابية وملاحقتهم.

·      إن الهجوم الذي وقع بالأمس هو واحد من سلسلة هجمات حدثت خلال الأسابيع الأخيرة في المدن الكبرى في مصر ضمن صراع ما يزال طويلاً. وبعكس ما نشرته وسائل الاعلام المصرية، فلا علاقة لهذا الهجوم بمحاكمة الرئيس السابق محمد مرسي، لكن السلطات المصرية تستغل الحادث جيداً لأهداف دعائية ومن أجل زيادة حدة صراعها مع الإخوان المسلمين وحليفتهم "حماس" في غزة.

لقد كان  للهجوم على باص السياح الكوريين بالأمس هدف مزدوج: تخريب السياحة في سيناء وهي مصدر الدخل الأساسي للاقتصاد المصري الضعيف، وأن يثبت لقوات الأمن المصرية عدم وجود هدف محصن ضد الهجمات، إذ تعتبر منطقة طابا من أكثر المناطق حماية، ويتطلب الوصول إليها المرور بسلسلة من الحواجز وأعمال التفتيش التي على ما يبدو جرى تجاوزها بسهولة. ومن هنا، فإن الهجوم على السياح الكوريين في منطقة من المفترض أن تكون معقمة وخالية من الارهاب، يجب أن يثير القلق لدى إسرائيل التي تتخوف من تمركز عناصر الجهاد العالمي على طول حدودها.