دعوة كيري إلى تبني مبادرة الجامعة العربية تثير الشك في قدرته على القراءة الصحيحة لخريطة الشرق الأوسط
تاريخ المقال
المصدر
- مما لا شك فيه أن الجهود التي بذلها وزير الخارجية الأميركي جون كيري من أجل معاودة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين تستحق الثناء. لكنني على الرغم من ذلك، أشك كثيراً في قدرته على قراءة خريطة الشرق الأوسط بصورة صحيحة.
- في 17 أيار/مايو الماضي قال كيري في العاصمة الأردنية عمان إن "على إسرائيل أن تفكر جدياً وبعمق في مبادرة السلام العربية التي تقترح تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل مقابل إقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي. إن هذه المبادرة تضمن تحقيق السلام بين إسرائيل و22 دولة عربية، إلى جانب 35 دولة إسلامية تنتظر فرصة هذا السلام".
- لا أريد تحليل المبادرة العربية، لكنني أتوقف أمام نقطتين وردتا في كلام كيري، الأولى أن المبادرة العربية لا تتحدث عن تبادل للأراضي. صحيح أن رئيس الحكومة القطرية صرح قبل وقت في واشنطن أن وفد الجامعة العربية وافق على اتفاق على أساس خطوط 67 مع إمكانية تبادل للأراضي، لكن هذا الكلام لم يكن ملزماً ولا يمكن أن يغير ما جاء في المبادرة.
- إن القرار الذي اتخذته الجامعة العربية في القمة التي عقدتها سنة 2002، ليس من صلاحية أحد إدخال تعديلات عليه من دون موافقة الجميع. ويعني ذلك أنه لم يصَر إلى إدخال أي تعديل على صيغة المبادرة التي تطالب بالانسحاب الإسرائيلي الكامل إلى حدود 4 حزيران/يونيو 1967، وليس الانسحاب على أساس خطوط 67، بما في ذلك الانسحاب من هضبة الجولان ومن سائر الأراضي اللبنانية المحتلة.
- أما النقطة الثانية فهي أنه من الغباء اعتقاد أن حكام الدول العربية يرغبون فعلاً بالسلام مع إسرائيل في ظل المشكلات الكثيرة التي أثارها الربيع العربي.
- لكن من الأمور المثيرة للاستغراب أيضاً وجود مجموعات في إسرائيل (مثل تلك التي طالبت في الماضي بإعادة الجولان إلى الأسد)، ترى في تبني مبادرة الجامعة محركاً حقيقياً وفاعلاً للمفاوضات مع الفلسطينيين، وتدعو إلى بدء المفاوضات مع الجامعة العربية أيضاً.
- وفي الواقع، لن يأتي الحل من الجامعة العربية، ولكن من الشعب الفلسطيني نفسه.