اليمين الإسرائيلي يستغل ما يجري في سورية للدفاع عن سياسته القمعية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      عثرت الحكومة اليمينية في إسرائيل على نقطة جديدة تستند إليها هي ما يجري في سورية التي ترزح تحت وطأة حرب أهلية طاحنة. ففي كل مرة يحاول عضو كنيست عربي انتقاد ما يجري في إسرائيل، يسارع أعضاء الحكومة إلى أن يقترحوا عليه "الذهاب إلى سورية". وفي كل مرة يريد وزير أو عضو كنيست من اليمين التباهي بالديمقراطية الإسرائيلية يسارع إلى مقارنتها بما يجري في ظل حكم بشار الأسد.

·      المثال الأخير على ذلك هو ما جرى هذا الأسبوع عندما أعرب نائب رئيس الكنيست أحمد الطيبي عن احتجاجه مع عدد من زملائه على خطاب رئيس الحكومة الكندي ستيفان هاربر. فقد صعد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى منبر الكنيست وتباهى أمام ضيفه بالديمقراطية الإسرائيلية قائلاً: "هنا في هذا البرلمان، يستطيع كل شخص التعبيرعن رأيه يا ستيفن، بينما من المستحيل أن يجري ذلك في دمشق".

·      قبل شهر وخلال مناقشة عامة في الكنيست، سخرت وزيرة الثقافة ليمور ليفنات من عضو الكنيست محمد بركة وقالت له: "أريد أن أرسلك إلى نظام الأسد كي تتحدث عن الحضارة والثقافة"، فرد أحمد الطيبي على الوزيرة موبّخاً: "لا يمكن في كل مرة يحتج فيها عضو كنيست عربي على شيء أن تذكري سورية"، مما أحدث ضجة داخل قاعة الكنيست.

·      إن المقارنة بسورية والحديث عن إرسال أعضاء الكنيست العرب إلى هناك أمر معيب وغير مقبول، إذ لطالما هاجم أعضاء الكنيست العرب الأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي. كما أنهم أعضاء في الكنيست الإسرائيلي وليس في أي برلمان آخر، هنا مكانهم وهذا حقهم، وهو ليس منّة عليهم من اليمين.

·      إن مجرد الحاجة إلى المقارنة مع النظام الدموي في سورية دليل على ضعف الديمقراطية الإسرائيلية لا على قوتها، فالأنظمة الديمقراطية المتينة والقوية مثل تلك الموجودة في الدول الطبيعية لا تحتاج إلى مقارنة نفسها مع أسوأ الأنظمة من أجل التباهي كما يفعل رئيس الحكومة.

·      فهل حقاً ترغب دولة إسرائيل أن تقارن بالنظام السوري المجرم؟ وهل تريد فعلاً أن تُشبّه بالأنظمة الاستبدادية العربية؟ وهل يكفي أن يكون النظام في دولة إسرائيل أفضل بكثير من الأنظمة الموجودة في الدول العربية كي نضمن حصانته ونوعيته؟

بدلاً من التلويح باقتراحات عنصرية بإرسال أعضاء الكنيست العرب إلى سورية، من الأفضل لممثلي الحكومة واليمين العمل لتحصين الديمقراطية الإسرائيلية.