· يبدو أن ربيع 2012 سيكون فصلاً حاسماً بالنسبة إلى الشرق الأوسط، وقد بدأ جميع اللاعبين الإقليميين منذ الآن بالاستعداد لشهر نيسان/ أبريل المقبل، الأمر الذي يعني أن هؤلاء جميعاً، وليس نحن وواشنطن فقط، يشمون رائحة البارود.
· لم يكن من قبيل المصادفة أن قائد الأسطول الحربي الأميركي اعترف الأسبوع الفائت أنه يشعر بالأرق بسبب آخر التطورات في مضائق هرمز. وليس من المبالغة التقدير أن أرق الأدميرال الأميركي، وإقدام وزير الدفاع الأميركي [ليون بانيتا] على تحديد الخطوط الحُمر التي لن تسمح الولايات المتحدة للإيرانيين بتجاوزها، يتسببان بقض مضاجع المسؤولين في إسرائيل أيضاً.
· ومع أن الجميع يتكلم على إمكان قيام إسرائيل في الربيع المقبل بشن هجوم عسكري على إيران، إلاّ إن هناك احتمالاً آخر يبدو واقعياً أكثر لحدوث انفجار إقليمي، وهو احتمال أن تقدم إيران نفسها على الضغط على الزناد أولاً في ضوء تفاقم عزلتها الدولية واشتداد وطأة الحصار الاقتصادي المفروض عليها. ولا بد هنا من الإشارة إلى أن استمرار الحال على هذا المنوال سيعني بالنسبة إلى إيران انهيارها اقتصادياً، وبالتالي لا يمكن لأحد أن يتنبأ بالنقطة التي سيصل فيها تدهور الوضع إلى حد يدفع [الرئيس الإيراني] محمود أحمدي نجاد ونظام آيات الله في طهران فيقدمان على عمل يائس مثل القيام باستفزاز عسكري أو حتى إعلان حرب.
· إن ما نشهده في الآونة الأخيرة هو تغير السيناريوهات المتعلقة باحتمالات الانفجار المقبل على نحو مفاجئ، بصورة يمكن القول معها إن إمكان اندلاع انفجار إقليمي بات أيضاً رهن سلوك القيادة الإيرانية جراء وقوعها تحت ضغوط شديدة الوطأة.
ويبدو أن الروس يدركون حقيقة هذا الأمر منذ فترة طويلة، وبناء على ذلك فإن مندوبهم في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين أكد مؤخراً أن الأزمة المرتبطة بالوضع في مضائق هرمز تشكل أكبر خطر على استقرار العالم.