صحيفة يومية تصدر باللغة الإنكليزية، تأسست في سنة 1933، وكان اسمها في البداية "فلسطين بوست" إلى أن غيّرته في سنة 1950 إلى جيروزالم بوست. تصدر عنها نسخة باللغة الفرنسية. حتى الثمانينيات من القرن الماضي، انتهجت خطاً يسارياً، وكانت قريبة من حزب العمل الإسرائيلي، لكنها غيّرت توجُّهها وأصبحت قريبة من اليمين، ومن الوسط في إسرائيل.
· مثلما حدث مع بن علي ومبارك والقذافي، فإن مصير بشار الأسد هو التنحي عن الحكم. قلة تنبأت بأن الديكتاتورية الحديدية الحاكمة في سورية يمكن أن تواجه مثل هذه المعارضة الغاضبة في معظم المدن السورية، بما فيها دمشق، إذ لم يسبق أن عرف التاريخ السوري منذ الاستقلال سنة 1946 هذه الشجاعة التي يظهرها الشعب في مواجهة القمع الوحشي للجيش والقوى الأمنية التي قتلت حتى الآن نحو 5000 شخص.
· إن نهاية بشار الأسد هي مسألة وقت، لكن السؤال الأساسي هو التالي: ما الذي سيحدث بعد ذلك؟ من المنتظر أن نشهد بعد سقوط الأسد نشوء تحالف أغلبيته من القوى السنية، ويضم بين صفوفه أطرافاً من المعارضة الليبرالية، وعناصر من المنشقين عن الجيش السوري.
· لقد وقعت المجموعتان الأساسيتان في المعارضة السورية اتفاقاً يقضي بإنشاء نظام ديمقراطي، وستكون المهمة الأولى للسلطة الانتقالية إعادة بناء الوحدة الوطنية، وهذا ممكن بفضل الأكثرية السنية والتوجهات القومية العربية السورية. ولا يبدو أن ثمة خطراً حقيقياً من جانب الأصوليين الإسلاميين هناك، نظراً إلى أن نفوذهم في سورية أقل من نفوذهم في مصر، على سبيل المثال.
· بيد أن التحدي الحقيقي الذي ستواجهه سورية في مرحلة ما بعد الثورة هو الأزمة الاقتصادية. لقد حاول نظام بشار الأسد معالجة هذه الأزمة عبر القيام بإصلاحات محدودة وبسيطة، مثل خصخصة المصارف. إلاّ إنه على الأرجح سيترك بلده في حالة من الفوضى في ظل تراجع إنتاج النفط والمداخيل من قطاع السياحة، وارتفاع نسبة البطالة إلى 15 في المئة.
· وعلى عكس السادات ومبارك في مصر، لم يكن السلام خيار نظام عائلة الأسد، لذا لم يكن للنظام السوري علاقات اقتصادية مع الولايات المتحدة، وبقيت صلاته بالاتحاد الأوربي محدودة. من هنا فإن الجزء الأكبر من مداخيل سورية يأتي من الدول العربية، ولا سيما العراق. بناء على ذلك، فإن أكبر تحد ستواجهه السلطة الجديدة في سورية يكمن في الانفتاح على الغرب، واحترام حقوق الإنسان، وتمهيد الطريق أمام مفاوضات السلام مع إسرائيل.
· يوجد لسورية جارتان قويتان، هما: إيران في الشرق، وتركيا في الشمال. ولقد حسم نظام الأسد خياراته بالتحالف مع نظام الملالي في طهران. وشهدت سنة 2010 القمة التي جمعت بين الأسد وحليفيه الأساسيين، أحمدي نجاد ونصرالله، وشهدنا نشوء محور إيران – سورية - حزب الله.
· على الأرجح سيحاول النظام الجديد في سورية توطيد علاقاته مع الغرب من خلال أنقرة، لكن من دون أن يقطع علاقاته مع طهران. وقد يجد نفسه قريباً من فرنسا ومن الاتحاد الأوروبي ثم من الولايات المتحدة الأميركية.
· إن حدوث مثل هذا التغير يجب أن يكون محط ترحيب من الغرب الذي وقف مكتوف الأيدي أمام القمع الدموي الذي يمارسه نظام الأسد. كما يتعين على الغرب دعم الجيل الشاب من السوريين الطامح إلى ايجاد فرص عمل والمطالب بالتحديث.
· إن أكبر تحد مطروح على القوى الغربية هو دعم القوى الشابة في العالم العربي في سعيها نحو الديمقراطية. وأهم دعم يستطيع الغرب أن يقدمه هو الدعم الاقتصادي الموجه إلى الأجيال الشابة.
· لسورية أيضاً دولة مجاورة لها في الجنوب هي إسرائيل، وقد كان لي شرف ترؤس الوفد المشارك في المفاوضات مع السوريين التي دارت بواسطة الأميركيين في واي بلانتايشين خلال الفترة 1995 - 1996 بقيادة رئيس الحكومة آنذاك شمعون بيرس. وكان انطباعي حينئذ، وما زال حتى اليوم، أنه على الرغم من تشديد السوريين على استعادة كامل هضبة الجولان، فإنهم يظهرون كثيراً من البراغماتية لدى حديثهم عن مستقبل "العلاقات الطبيعية السلمية" التي يجب أن تشمل التجارة والسياحة. لذا، على إسرائيل أن تستعد لتغير النظام في سورية، ربما عليها في الوقت الراهن أن تلزم الصمت، وأن تبقي كل الاحتمالات مفتوحة، بما في ذلك العودة إلى المعادلة التي وضعها يستحاق رابين، أي "استعداد إسرائيل للانسحاب الكامل من الجولان في مقابل السلام والأمن والمياه."
قد يشكل سقوط الأسد فرصة علينا ألاّ نضيعها. ففي استطاعة إسرائيل، لا بل عليها أن تصبح لاعباً مسالماً قوياً في موازين القوى الجديدة في الشرق الأوسط خلال الأعوام المقبلة. من هنا يجب أن نستعد لمواجهة الأسوأ، وأيضاً أن نعمل لتحقيق الأفضل.