كيف سترد إيران على عملية تضييق الخناق عليها؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       يا له من اجتماع للصدف، فخلال أسبوع واحد هناك حاملتا طائرات أميركيتان بالقرب من الشواطىء الإيرانية وثالثة في طريقها إلى هناك، وذلك في الوقت الذي تهدد فيه إيران بإغلاق مضائق هرمز. وهذا الأسبوع أيضاً جرى اغتيال عالم ذرة إيراني في طهران، وأعلنت اليابان موافقتها على المشاركة في فرض حظر على النفط الإيراني، كما حذرت روسيا طهران من مغبة مواصلة تخصيب اليوارنيوم في منشآتها النووية.

·       ومن المنتظر أن يبحث الاتحاد الأوروبي في الأيام المقبلة في فرض عقوبات على النفط الإيراني، وتواصل أوساط رفيعة المستوى في الغرب محاولاتها إقناع الصين بشراء النفط السعودي بدلاً من النفط الإيراني، وإقناع روسيا بالانضمام إلى المساعي الموجهة ضد المشروع النووي الإيراني لأن تحذيرات موسكو وحدها لا تكفي. وفي مواجهة هذا كله، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو التالي: كيف سترد إيران على عملية تضييق الخناق عليها؟

·       يبدو أن سنة 2012 هي السنة التي أدرك فيها العالم أن السلاح النووي الإيراني يشكل خطراً حقيقياً، الأمر الذي يثبت نجاح إسرائيل في تحويل موضوع السلاح النووي إلى مواجهة بين إيران والمجتمع الدولي، وليس إلى مواجهة إيرانية –  إسرائيلية كما كانت سابقاً. في الأمس قال لي دبلوماسي غربي كبير إن "إسرائيل والكونغرس الأميركي نجحا في حمل إدارة أوباما على التحرك أخيراً ضد إيران." إذ لم يكن البيت الأبيض يرغب في الانجرار إلى مواجهة خلال عام الانتخابات، وهو يتخوف من ارتفاع جنوني في أسعار النفط، لذا، هو يعمل على منع الإيرانيين من إغلاق مضائق هرمز، وهذا هو سبب تواجد حاملات الطائرات الأميركية هناك.

·       تجد إيران نفسها في وضع غير مريح، ولذا يهدد قائدها الروحي، علي خامنئي، بالرد على العقوبات الجديدة بإغلاق مضائق هرمز، إلاّ إنه يدرك تماماً أن تنفيذ هذه التهديدات سيشكل ذريعة لاندلاع الحرب.

·       لقد أثبتت الحرب في العراق  وأفغانستان وليبيا للإيرانيين أن الغرب قد يقدم على عمل جنوني، وأن الدول السنية المجاورة لها وعلى رأسها السعودية لن "تذرف دمعة واحدة" على ما قد يجري لها، لا بل قد تساعد سراً في ذلك.

·       من جهتها تنوي السعودية، التي تنتج 10 ملايين برميل من النفط يومياً، زيادة إنتاجها. وقد وُجدت الصيغة التي تلائم الصين وتضر بإيران، وهي أن تشترط الصين على إيران تخفيض سعر النفط، الأمر الذي ستقبله طهران على مضض، وسيؤدي إلى انخفاض مداخيلها من النفط. ويمكن أن نضيف إلى ذلك الوضع الداخلي غير المستقر في إيران نتيجة خسارة النظام شرعيته جراء تزويره نتائج الانتخابات التي جرت في حزيران/يونيو 2009.

إن هامش المناورة المتاح أمام إيران بدأ يضيق، فقيمة عملتها المحلية آخذة في التدهور، والاقتصاد ينهار، في وقت يعاني حليفها في دمشق كثيراً من المتاعب.