قال الجنرال احتياط غادي أيزنكوت القائد السابق للمنطقة العسكرية الشمالية إن إسرائيل استعدت في أواخر سنة 2007 لمواجهة احتمال قيام سورية ولبنان بشن هجوم عسكري عليها.
وجاءت أقواله هذه في سياق شهادة أدلى بها أمام المحكمة العسكرية في الكريـاه [مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب] التي كانت تنظر في قضية ثلاثة ضباط إسرائيليين اتهموا بالمسؤولية عن حدوث خلل في أثناء تدريبات عسكرية جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007، الأمر الذي تسبب بمقتل أحد الجنود.
وامتنع أيزنكوت من ذكر أي تفصيلات بشأن تلك الاستعدادات، لكنه أكد أن الجيش الإسرائيلي رفع في ذلك الوقت حالة التأهب إلى الدرجة القصوى، وأجرت فرقه العسكرية تدريبات واسعة تحاكي أوضاع نشوب حرب.
وعلى ما يبدو فإنه كان يقصد احتمال قيام سورية بشن هجوم عسكري رداً على تدمير المفاعل النووي في دير الزور في أيلول/ سبتمبر 2007، والذي نسبه السوريون في حينه إلى إسرائيل.
وما يثير الاستغراب في أقوال أيزنكوت هو أن الجيش الإسرائيلي كان يستعد لإمكان خوض حرب جديدة في الجبهة الشمالية بعد أكثر من عام واحد من انتهاء حرب لبنان الثانية [في صيف 2006]، وقبل أن يعالج جميع العيوب التي كشفت عنها تلك الحرب.
وفيما يتعلق بالموقف السوري في الوقت الحالي اعترف مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيلي، في تصريحات خاصة أدلوا بها إلى صحيفة "معاريف"، أن الجيش السوري طور قدراته كثيراً على مدار الأعوام الفائتة، ولا سيما في مجال الدفاع الجوي، وذلك بهدف مواجهة تفوق سلاح الجو الإسرائيلي، ومع ذلك فإن إسرائيل تستبعد أن يكون في إمكانه احتلال هضبة الجولان.
وأضاف هؤلاء المسؤولون أنه على الرغم من أن سورية منشغلة في الوقت الحالي بشؤونها الداخلية إلا إنها ما زالت تدرج مسألة تعاظم قوتها العسكرية في رأس سلم أولوياتها.