الاضطرابات في سورية ولبنان قد تنعكس على الحدود الشمالية لإسرائيل
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      في الفترة الأخيرة أعلنت جبهة النصرة، التنظيم السني الناشط بصورة خاصة في جنوب سورية وينتمي إلى القاعدة، فتح مكاتب لها في مدينة طرابلس شمال لبنان. حتى الآن لا يمكن التحقق من صحة هذا الخبر الذي نشر على حساب تويتر تابع للجبهة، كما لم يصدر أي تقرير صحافي عن مكاتب الجبهة في طرابلس. لكن النتيجة الواضحة من هذا الإعلان ومن سلسلة الحوادث الأخيرة التي شهدها لبنان في الأشهر الماضية، هي أن الحرب الأهلية في سورية وصلت إلى لبنان ومعها منظمات الجهاد العالمي التي تحمل أيديولوجيا القاعدة.

·      إن التفجير الانتحاري الذي وقع يوم الثلاثاء في الضاحية، المربع الشيعي في بيروت، هو الثاني الذي تشهده الضاحية منذ بداية هذا الشهر. في المرة السابقة قُتل الشاب الذي كان يقود السيارة المفخخة بعد انفجارها على بعد أمتار من مقر إحدى القيادات المركزية لحزب الله. في البداية اعتقدت الأجهزة الأمنية اللبنانية أن ما حدث هجوم انتحاري، لكنها توصلت في ما بعد إلى أن السائق خُدع واسُتدرج من قبل الذين أرسلوه وهم الذين فجروا العبوة من بعد دون علمه. يومها أعلن تنظيم يطلق على نفسه اسم جبهة النصرة اللبنانية مسؤوليته عن الهجوم.

·      إن النشاط المكثف للتنظيمات السنية في لبنان أدى إلى إثارة التوتر من جديد بين لبنان وإسرائيل جرّاء وقوع حادثتي إطلاق صواريخ كاتيوشا (في آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر العام الماضي)، وفي أعقاب مقتل الجندي الإسرائيلي شلومي كوهين في رأس الناقورة في 15 كانون الأول/ديسمبر على يد جندي لبناني من الطائفة السنية سلم نفسه إلى السلطات اللبنانية التي اعتقلته. وتعهدت السلطات اللبنانية أمام قوات اليونيفيل بإحالة الجندي على المحكمة العسكرية. وفي تقدير إسرائيل، أن هذا الجندي متأثر بأيديولوجيا التنظيمات السنية المتشددة، لكنه لا ينتمي رسمياً إلى أي منها.

·      وفي الواقع فقد ساهمت الاتصالات المكثفة بين إسرائيل واللبنانيين ليل الحادثة في الحؤول دون تصعيد كبير على الحدود. كما نقلت الأمم المتحدة تقارير من الجانب اللبناني بعد ساعة من إطلاق النار، الأمر الذي ساهم في تهدئة الأجواء.

·      لقد اقتنعت إسرائيل بسرعة بأن مطلق النار تصرف بصورة فردية، وأن لبنان سيعمل على إعادة الهدوء إلى المنطقة. لكنها احتجت في الفترة الأخيرة أمام لبنان والأمم المتحدة على الكلام الصادرعن ضابط كبير في الجيش اللبناني في خطاب ألقاه في مرجعيون تعهد فيه بمواصلة الجيش دفاعه عن السيادة اللبنانية، الأمر الذي فُسر بأنه وقوف إلى جانب مطلق النار في رأس الناقورة.

·      في ظل هذا الوضع يبرز خطر جديد آخر قد يؤدي إلى اندلاع الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الضائقة التي يواجهها الحزب داخل لبنان. بيد أن القادة العسكريين في إسرائيل لا يعتقدون أن هذا الخطر مباشر. ففي رأيهم أن حزب الله منشغل بالحرب الأهلية في سورية، وهو يتخوف من الرد العسكري العنيف لإسرائيل، ولن يغامر بعملية عسكرية ضدها. لكن على إسرائيل أن تأخذ في اعتبارها أن الاضطرابات التي تعصف بسورية ولبنان ستؤثر في نهاية المطاف على ما يجري على الحدود الشمالية.