الاتفاق الموقت مع إيران أسوأ كثيراً من الاتفاقية مع سورية
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·      قبل ثلاثة أشهر وقعت الدول الغربية الكبرى بقيادة الولايات المتحدة مع الرئيس السوري بشار الأسد إحدى أكثر الاتفاقيات فضائحية في تاريخ الدبلوماسية العالمية، وذلك في إثر تراكم أدلة على استخدام هذا الأخير السلاح الكيميائي ضد قوات المعارضة السورية.

·       في إطار تلك الاتفاقية التزم الأسد أن يسلّم إلى مراقبي الأمم المتحدة كل السلاح الكيميائي الذي في حيازته وألا يخفي عنهم شيئاً، لكنه في المقابل حصل على ضوء أخضر أكثر وضوحاً مما كان في أي وقت مضى خلال عامين ونصف العام، للاستمرار في ذبح عشرات آلاف المواطنين الأبرياء بالسلاح الذي قتلهم به حتى ذلك الوقت، وهو بالطبع ليس سلاحاً كيميائياً بل سلاح تقليدي. كما أنه حظي بثناء متحمس من وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

·      وليس من المبالغة القول الآن إن هذه الاتفاقية منحت الأسد شرعية جديدة ستصاحبه في الطريق إلى قمة جنيف التي لا فائدة منها، ومن ثم إلى ولايته الرئاسية التالية.

·      بعد شهر ونصف الشهر من هذه الاتفاقية المشينة مع سورية، فُتحت شهية البيت الأبيض وحليفات الولايات المتحدة الساذجة على التفاوض مع إيران بحجة وجود توجهات جديدة لدى رئيسها المنتخب المبتسم دائماً حسن روحاني. وفي واقع الأمر، فإن روحاني هذا الذي أسر قلب الغرب، متطرّف وأكثر تشدداً بأضعاف مضاعفة من سلفه محمود أحمدي نجاد سيئ الصيت.

·      لا شك في أن الاتفاق الموقت مع إيران الذي بدأ تنفيذه أمس (الاثنين) أسوأ حتى من الاتفاقية مع سورية، فالإيرانيون خلافاً للأسد لم يلتزموا بأن يسلموا شيئاً، وجميع الأجهزة والمعدات والتكنولوجيا المطلوبة لإنتاج قنبلة نووية بقيت في حيازتهم، وفي واقع الأمر هم وافقوا فقط على أن يقللوا بصورة موقتة مستوى تخصيب اليورانيوم، وهذا يشبه إلى حد ما استعمال الغسالات في البيت لكن بصورة أبطأ. ومعروف أنه يمكن دائماً العودة إلى مستوى التخصيب الإشكالي بل حتى أكثر منه، في غضون يوم واحد تقريباً.

·      في مقابل هذا الاتفاق حصل الإيرانيون على حوافز وجوائز أعظم حتى مما حصل عليه الأسد. فقد حصلوا على حرية الدفع قدماً بمشاريعهم الاستراتيجية في الشرق الأوسط التي تؤتي ثماراً كثيرة من دون الحاجة إلى أي مساعدة نووية، وعلى اقتصاد متجدّد بعد أن تم إسقاط جزء كبير من العقوبات الاقتصادية الموجعة، وعلى تغيير صورة إيران عموماً من دولة عضو في محور الشرّ إلى مكانة دولة سويّـة محبوبة جداً في المنطقة.