· من يقف وراء عملية اغتيال مصطفى أحمدي روشان، المهندس الكيماوي الذي يتولى منصباً رفيع المستوى في مفاعل نتانز الذي يعتبر المنشأة النووية المركزية في إيران، وذلك بالتزامن مع مرور عامين على اغتيال زميل آخر له في عملية شبيهة؟ هل هم مبعوثو جهاز الموساد الإسرائيلي، أم مبعوثو أجهزة استخبارات أخرى في الغرب، مثل جهاز الاستخبارات المركزية الأميركية (سي. أي. إيه) الذي يعمل هو أيضاً على كبح البرنامج النووي الإيراني؟
· في واقع الأمر لا نملك جواباً قاطعاً عن هذا السؤال، ومع ذلك لا بد من ملاحظة أن معظم الاغتيالات من هذا النوع تم تنفيذه بواسطة دراجات نارية.
· في حال كانت عملية اغتيال روشان من تنفيذ الموساد فإنها تشكل حلقة أخرى في سلسلة العمليات السرية الناجحة التي يقوم بها. ووفقاً لما نُشر في وسائل الإعلام الأجنبية فإن رئيس الموساد الحالي تامير باردو كان "الدماغ" الذي وقف جميع عمليات الجهاز السرية ضد البرنامج النووي الإيراني في أثناء ولاية رئيس الموساد السابق مئير داغان، ومن الطبيعي أن يستمر في اتباع الخط نفسه لدى توليه رئاسة هذا الجهاز.
في الوقت نفسه، معروف أن الموساد بدأ منذ ستينيات القرن الفائت بتنفيذ عمليات اغتيال ضد علماء يعملون في تطوير أسلحة غير تقليدية في الدول العربية، كما حدث للعلماء الألمان الذي عملوا في مصر في إبان ولاية الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر. ووفقاً لما قاله لي مؤخراً أحد كبار المسؤولين في الموساد فإن الهدف من هذه العمليات هو القضاء على أدمغة مهمة وردع أدمغة أخرى عن الانخراط في مشروعات عسكرية، فضلاً عن إلحاق أضرار بالمشروعات العسكرية نفسها.