على إسرائيل التزام الصمت إزاء اغتيال علماء الذرة الإيرانيين
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       في كل مرة يُغتال فيها عالم ذرة إيراني تُسلط الأضواء على إسرائيل، وتبحث وسائل الإعلام العالمية عن طرف خيط يمكن أن يؤدي إلى تحديد هوية مرتكبي الاغتيال، ويعلن المتحدثون الأميركيون والأوروبيون ألاّ صلة لدولهم بالحادثة.

·       لكن، ليس هذا ما يحدث في إسرائيل، فعلى الرغم من تصريحات السياسيين والناطقين الرسميين بعدم معرفتهم من ارتكب الاغتيال في طهران، إلاّ إنهم يلمّحون إلى أن موت العالم الإيراني لم يحزنهم، وإلى أنهم لم يذرفوا دمعة عليه. وهذا تصرف صبياني يدل على عدم خبرة ودراية، إذ ينبغي للمسؤولين الرسميين في إسرائيل التزام الصمت سواء أكان لإسرائيل ضلع في العملية أم لم يكن.

·       في الواقع، هناك تخبط داخل النظام الإيراني بشأن مسؤولية إسرائيل عن الاغتيالات، فهناك مَن يعتقد ألاّ علاقة لإسرائيل بمقتل علماء الذرة الإيرانيين، لكن، وعلى الرغم من ذلك، فإن ما يُقال في إسرائيل قد يقدم للحكومة الإيرانية عذراً لمهاجمة المؤسسات اليهودية، كما فعلت قبل 20 عاماً في أميركا الجنوبية. في المقابل، هناك مَن هو مقتنع بأن إسرائيل هي وراء كل عمليات اغتيال علماء الذرة الإيرانيين، إلاّ إننا نلاحظ اختلافاً في وجهات النظر بين هؤلاء في كيفية الرد، إذ يعتقد بعضهم أن القيام بأعمال انتقامية من شأنه توجيه الاهتمام بصورة غير مرغوب فيها نحو الموضوع النووي، في حين يعتقد البعض الآخر أن توجيه ضربة موجعة إلى إسرائيل سيوقف الاغتيالات.

على الحكومة الإسرائيلية أن تفرض على وزرائها وسياسييها والناطقين باسمهم عدم التطرق إلى موضوع الاغتيالات التي تحدث في إيران، وإلى قضية الفيروس القاتل الذي أُدخل إلى حواسيب المفاعلات النووية الإيرانية. وعلى إسرائيل الاكتفاء بالسياسة العلنية التي تنتهجها، وأن تركز على مساعيها لحشد التأييد الدبلوماسي والدولي لفرض حظر اقتصادي على النظام الإيراني، وممارسة الضغط السياسي عليه. هذا هو الأساس، وهو كاف.