يجب وقف سياسة المماطلة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       مثلما حدث في المبادرات السابقة الرامية إلى اسئتناف المفاوضات بشأن الحل الدائم، اصطدمت المحاولة الأردنية لإحياء العملية التفاوضية بسياسة المماطلة التي تمارسها حكومة بنيامين نتنياهو. فقد ادعى يستحاق مولخو، مندوب رئيس الحكومة في المحادثات التي جرت مع صائب عريقات في عمّان، أن الموعد النهائي لتقديم المواقف من موضوعي الحدود والأمن، بحسب الخطة التي وضعتها اللجنة الرباعية الدولية في أيلول/سبتمبر العام الفائت، هو بعد مضي شهرين على اللقاء الأول بين الطرفين، أي في مطلع آذار/مارس وليس في 26 كانون الثاني/يناير.

·       وليست هذه المرة الأولى ولا الأخيرة التي يتهرب فيها نتنياهو من مناقشة القضايا الجوهرية، والتي من دونها لا قيمة لما جاء في خطابه في بار إيلان، الذي أعلن فيه موافقته على حل الدولتين. وكان رفض رئيس الحكومة تقديم خريطة للحل الدائم، رداً على الوثيقة الأمنية التي قدمها الطرف الفلسطيني، قد تسبب بفشل المفاوضات التي بدأت في أيار/مايو 2010 بإشراف جورج ميتشل، الموفد الخاص للرئيس باراك أوباما. وفي نهاية تلك السنة رفض نتنياهو طلب اللجنة الرباعية الدولية إعلان حدود 67 أساساً للمفاوضات، والذي كان القصد منه الحؤول دون توجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة.

·       إن المهلة الزمنية الإضافية التي يطالب بها نتنياهو ليست من أجل بلورة مواقفه بشأن حجم الانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية والترتيبات الأمنية في المناطق، إذ ليس متوقعاً أن تتغير رؤيته لمستقبل المناطق وحاجات إسرائيل الأمنية خلال ستة أسابيع.

·       يعكس أسلوب المماطلة وتشجيع البناء في المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية سياسة غير مسؤولة تتجاهل التغييرات التي تحدث في المنطقة وتزيد في عزلة إسرائيل. لقد تعهد نتنياهو أمام الجمهور الإسرائيلي بالعمل من أجل دفع حل الدولتين قدماً، وتأجيل موعد تقديم إسرائيل مواقفها إلى اللجنة الرباعية قد يطيل عمر الحكومة، لكنه سيضر بالمصلحة الوطنية الإسرائيلية.