· أنهى مئير داغان أمس (الخميس) رسميًا مهمات منصبه رئيسًا لجهاز الموساد، وفي هذه المناسبة أرى لزامًا عليّ أن أشير إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أريئيل شارون كان قد أعلمني في حينه بنيته تعيين داغان في هذا المنصب واصفًا إياه بأنه "يتحلى بشجاعة وتفكير إبداعي بصورة فوق اعتيادية".
· وكان شارون يتوقع من داغان أن يهتم أكثر من أي شيء آخر بالملف الإيراني، وهذا يعني الاهتمام بالتهديدات من طرف إيران نفسها، ومن طرف المنظمات المرتبطة بها، وهي حزب الله في لبنان وفصائل الرفض الفلسطينية.
· ويمكن القول الآن إن داغان حقق نجاحات كبيرة على هذا الصعيد، ذلك بأنه في أثناء توليه مهمات منصبه نجح الموساد في إحباط عمليات كثيرة في العالم كانت تستهدف إسرائيليين. كما أن داغان، ووفقاً لما تنشره وسائل الإعلام الأجنبية، نجح في تأخير امتلاك إيران القدرة على إنتاج أسلحة نووية.
· وفي الأحاديث المغلقة التي أجراها داغان في الآونة الأخيرة أكد مرة أخرى أنه يعتقد أن ما يجب فعله في مقابل إيران هو محاولة تأجيل مشروعها النووي مرة تلو الأخرى، من دون الدخول في مواجهة عسكرية معها. كما أنه يعتقد أن على إسرائيل ألاّ تبادر إلى شن هجوم أو حرب على إيران إلا إذا تعرضت هي نفسها لهجوم منها، وفي حال حدوث ذلك، فإن عليها أن تقوم بهذا الأمر في نطاق تعاون دولي واسع النطاق. وما تجدر الإشارة إليه في هذا الشأن هو أن شارون كان دائمًا يقول إن إسرائيل يجب ألاّ تكون الدولة الوحيدة التي تتصدّر حملة كبح تزوّد إيران بأسلحة نووية.
· وفي المحصلة العامة، لا بُد من القول إن داغان في أثناء توليه رئاسة الموساد قام بمهمات لم يقم بها أسلافه في هذا المنصب قط، وكانت كلها مهمات تتعلق بالأمن القومي الإسرائيلي.