"الخطة ب" الخاصة بأوباما في سنة 2011
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

·       لم تتخلَّ الإدارة الأميركية بعد عن معالجة النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني، وهي ما زالت تعتقد أن الهدوء الحالي هش للغاية، ومقتنعة بأن حل هذا النزاع ضروري من أجل الحفاظ على التحالف الأميركي مع الدول العربية البراغماتية، في ظل خروج الجيش الأميركي من العراق وأفغانستان.

·       يعلم أوباما أن نتنياهو ليس مستعداً لدفع الثمن المطلوب للسلام، وأن أبو مازن غير قادر على جلب قطاع غزة أو حماس إلى طاولة المفاوضات. وهو يعلم أن ميتشل كان خياراً سيئاً، وأنه فشل في مهمته، لكن الإدارة لن تقيله الآن من منصبه، بل إن التوجه الجديد هو نحو استخدام "الخطة الخاصة" بالإدارة.

·       ومن المفترض أن يتم تنفيذ العملية التي يجري الحديث عنها في الإدارة الأميركية في أيلول/ سبتمبر 2011، ففي الأشهر المقبلة ستتواصل المحادثات الأميركية مع الطرفين، ولن يكون الهدف منها التقريب في وجهات النظر فيما يتعلق بالاتفاق النهائي بين الطرفين، وإنما محاولة فهم أي تعهدات أميركية يمكن أن تحمل الفلسطينيين على المشاركة في المفاوضات بشأن اتفاق مرحلي، وما هو الرد الإسرائيلي على هذه التعهدات. وسيعمل إلى جانب ميتشل  دنيس روس وهيلاري كلينتون.

·       في المرحلة التالية سيجري طرح الخطة الجديدة التي ستتضمن ما وعدت به وزيرة الخارجية الأميركية من مقترحات للتقريب بين وجهات النظر بين الطرفين. فالفوارق كبيرة، والبعض منها غير معروف (مثلاً، إلى أي حد يرغب نتنياهو في إبقاء مخيم اللاجئين قلندية ومخيم شفعاط جزءاً من القدس؟).

·       من هنا، حتى لو أُطلق على خطة أوباما "مقترحات للتقريب بين وجهات النظر"، فإنها ستبقى خطة أميركية، ولن تكون مرتبطة بردود الطرفين، وستكون ملزمة للولايات المتحدة فقط، التي ستقرر فيما بعد ما إذا كانت ستعرضها لتحظى بموافقة الأمم المتحدة. وفي جميع الأحوال، فإن المقصود هنا هو تقديم التزامات لن تنتهي مع انتهاء ولاية إدارة أوباما. قد لا يكون لهذه الخطة انعكاسات عملية مباشرة، إلا إنها ستمنح أبو مازن مبرراً لتطبيق المرحلة الثانية من "خريطة الطريق"، وإعلان دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة.

·       بالنسبة إلى الأميركيين، فإن التنسيق بين ردود الفعل على الخطة، لا يقل أهمية عن الخطة بحد ذاتها. وعندما سيرى ميتشل أن أبو مازن يعتبر أن الخطة تقدم أفقاً سياسياً كافياً، وتشكل بديلاً من الموافقة الفلسطينية ـ الإسرائيلية على الاتفاق الدائم، فإن الجهد كله سيتركزعلى إسرائيل.

·       إن "الخطة ب" الخاصة بأوباما ستكون وفق التسلسل التالي للأحداث: سيواصل ميتشل لقاءاته مع الطرفين، ويحاول أن يفهم من الفلسطينيين ماهي الخطة التي ستشكل بالنسبة إليهم مبرراً للعودة إلى المفاوضات بشأن إقامة دولة فلسطينية ضمن حدود موقتة. وسيحاول ميتشل (أو كلينتون أو روس)، الاتفاق مسبقاً مع نتنياهو على صيغة التحفظات التي سيضعها هذا الأخير عند نشر خطة أوباما، والتي يمكن للإدارة الأميركية وللفلسطينيين التعايش معها. وسينشر أوباما خطته في أقرب وقت ممكن، شرط أن يتم الالتزام بالبندين الأولين منها بصورة إيجابية. وسيتحفظ الفلسطينيون على الخطة، لكنهم سيباركون نشرها، وستعلن الحكومة الإسرائيلية أن هذه الخطة ليست خطتها، وأنها لن تنفذها. عندها سيبدأ الطرفان في المفاوضات بشأن الاتفاق المرحلي. ومن المفترض أن تنتهي هذه المفاوضات مع انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر 2011.

·       هذا هو المخطط الأميركي الأكثر تفاؤلاً في مطلع هذه السنة، لكن نجاحه مرتبط بكثير من العوامل، ولا سيما برغبة زعماء المنطقة في قيادة مسيرة سيدفعون ثمنها داخلياً.