مخاوف في القيادة الأمنية من تلاشي اتفاق وقف إطلاق النار مع "حماس"
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.


·      في الأسابيع الأخيرة ساد لدى القيادة الأمنية شعور بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه في عملية "عمود سحاب" في تشرين الثاني/ نوفمبر 2012 مع "حماس" بوساطة مصرية وأميركية، آخذ في التلاشي. وثمة من يدعي في إسرائيل أن التفاهمات غير الرسمية مع "حماس" فقدت تأثيرها في الوضع السائد على الأرض.

·      وتزعم القدس أن قدرة تأثير الحكم المصري بزعامة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي على "حماس" تراجعت بصورة كبيرة مقارنة بما كانت عليه أيام حكم الرئيس محمد مرسي ممثل الإخوان المسلمين الذي أطيح به من منصبه. وعلى الرغم من أن "حماس" ليست معنية بالتصعيد العسكري ضد إسرائيل، لكن هذا التصعيد قد يحدث.

·      في الأسابيع الأخيرة ازداد إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، وبلغ عدد هذه الصواريخ منذ بداية كانون الثاني 17 صاروخاً. وبالأمس أُطلقت سبعة صواريخ على عسقلان في قصف هو الأعنف منذ عملية "عمود سحاب". كما تواصلت التجارب على صواريخ M-75 التي تصل إلى مدى بعيد. وعلى عكس ما جرى التفاهم عليه، لا تمنع "حماس" التظاهرات يوم الجمعة بالقرب من السياج الحدودي.

·      لا توجد اتصالات بين إسرائيل و"حماس". ومصر التي تتولى هذه المهمة باتت أقل تدخلاً بما يجري منذ عزل مرسي، وتراجع مستوى حوارها مع الحركة.

·      تطلب القدس من مصر الضغط على "حماس" من أجل السيطرة على التنظيمات المارقة والتقيد بتفاهمات اتفاق "عمود سحاب". لكن المصريين يرفضون ذلك لأنهم إذا دخلوا في حوار جدي مع الحركة فإن ذلك سيضطرهم إلى وقف الحملة العسكرية التي يقومون بها ضد الأنفاق والتهريب، ووقف حرب الإبادة التي يخوضونها ضد الإخوان المسلمين.

·      وفي نظر القاهرة، فإن تدمير الأنفاق هو أهم شيء يمكن أن تفعله مصر في مواجهة "حماس". لكن القدس تشعر بأنه في ظل حكم مرسي كانت قدرة تأثير القاهرة أنجح وهي اليوم تقلصت. لكن في المقابل، تدّعي الأوساط المقربة من السيسي أن الحملة التي تُشن حالياً ضد الأنفاق ليس لها مثيل من قبل، وهي في رأيهم تخدم أيضاً القدس.

·      وينتقد المصريون الردود الإسرائيلية القاسية على كل صاروخ يُطلق من قطاع غزة في اتجاه إسرائيل. وهم يوجهون انتقاداتهم بصورة خاصة إلى وزير الدفاع موشيه يعلون الذي ينتهج سياسة هجومية. وعلى الرغم من أن القاهرة تدرك تعقيد الوضع على الأرض، إلا أنها تحث القدس على التصرف باعتدال وحكمة وألا ترسل طائراتها الحربية في كل مرة يسقط فيها صاروخ في منطقة غير مأهولة.

·      في اللقاءات التي تجري بين "حماس" والمخابرات المصرية، أوضحت الحركة أنها لا ترغب في التصعيد، لكنها ليست قادرة على فرض إرادتها على التنظيمات المارقة التي تقوم بإطلاق الصواريخ على إسرائيل. ويقول ممثلو "حماس" إن الوضع في غزة صعب بسبب تدمير مصر الأنفاق من جهة، وبسبب التشدد الإسرائيلي من جهة أخرى. وهذا الوضع يؤثر في قدرتهم على الحكم في غزة. وتطالب "حماس" مصر بالضغط على إسرائيل من أجل توسيع نطاق إدخال المواد إلى القطاع والتخفيف من ضغطها، مثلما جرى الاتفاق عليه في تفاهمات وقف إطلاق النار.