نتنياهو يدرس إمكان تقديم مبادرات حسن نية إلى السلطة الفلسطينية لإقناعها بضرورة استمرار المحادثات الثنائية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

علمت صحيفة "هآرتس" أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو يدرس إمكان التجاوب مع طلبات أردنية وأميركية تلح عليه أن يقدّم سلسلة من مبادرات حسن النية إلى السلطة الفلسطينية، لكنه يشترط ذلك بالتزام رئيس السلطة محمود عباس عدم العودة إلى الإقدام على أي خطوات أحادية الجانب ضد إسرائيل في الأمم المتحدة، والاستمرار في المحادثات الثنائية التي بدأت في الأردن الأسبوع الفائت.وعقد في العاصمة الأردنية عمّان أمس (الاثنين) لقاء ثان بين المحامي يتسحاق مولخو المبعوث الخاص لرئيس الحكومة الإسرائيلية إلى مفاوضات السلام، وصائب عريقات رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض. وحضر اللقاء وزير الخارجية الأردنية ناصر جودة، ومندوبون من الرباعية الدولية التي تضم كلاً من الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.ورفض ديوان رئيس الحكومة الإدلاء بأي تفصيلات بشأن هذا اللقاء. مع ذلك من المتوقع أن يعقد لقاء ثالث قبل نهاية الشهر الحالي.وقال مصدران إسرائيليان مطلعان على هذه المحادثات لصحيفة "هآرتس" إن لقاءات مولخو- عريقات تهدف أساساً إلى إيجاد قناة محادثات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية يمكن أن تستمر بعد 26 كانون الثاني/ يناير الحالي، وهو الموعد الذي تنتهي فيه مهلة الـ 3 شهور التي حددتها الرباعية الدولية لانطلاق محادثات بين الجانبين بشأن الحدود والترتيبات الأمنية.وأضاف أحد هذين المصدرين أن الرباعية الدولية تنوي أن تصدر في نهاية الشهر بياناً تعرب فيه عن رضاها عن التقدّم الذي حققته المحادثات حتى الآن، وفي الوقت نفسه تشدد على الحاجة إلى مزيد من الوقت للاستمرار فيها، وستدعو كلاً من إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى مواصلة عقد اللقاءات بينهما مفترضة أنهما لن يرفضا دعوتها هذه. وعلى ما يبدو فإن الهدف من مطالبة كل من الأردن والولايات المتحدة رئيس الحكومة بتقديم مبادرات حسن نية إلى السلطة الفلسطينية هو إقناع هذه الأخيرة بضرورة استمرار المحادثات مع إسرائيل. والمقصود مبادرات على غرار إطلاق أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية، وتوسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية لتشمل مزيداً من الأراضي في الضفة الغربية.تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو سبق أن تعهد ثلاث مرات على الأقل خلال العامين الفائتين بدراسة إمكان تقديم مبادرات حسن نية إلى السلطة الفلسطينية، إلاّ إنه في كل مرة كان يتراجع في آخر لحظة عن تعهده متذرعاً بحجج شتى.ونقلت صحيفة "معاريف" (10/1/2012) عن مصدر فلسطيني رفيع المستوى قوله إن القيادة الفلسطينية لا تعوّل كثيراً على لقاءات عمّان، وذلك بأن إسرائيل غير جادة وتستغل هذه اللقاءات كي تظهر أمام العالم بمظهر المعنية بتحقيق السلام.