بنيامين نتنياهو أثبت حتى الآن أنه فنان قدير في الحفاظ على البقاء
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

·       ما زلنا نذكر جيداً أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تعهّد في الخطاب الذي ألقاه في 30 نيسان/ أبريل 2009، عشية تقديم حكومته في الكنيست، بتحقيق ما يلي: كبح البرنامج النووي الإيراني و"الإرهاب"؛ دفع اتفاق السلام [مع الفلسطينيين] قدماً؛ توفير أماكن عمل جديدة؛ حل مشكلات العاطلين عن العمل والمسنين والمستضعفين؛ إحداث ثورة في جهاز التربية والتعليم؛ تعزيز قوة الشرطة الإسرائيلية من أجل مكافحة الجريمة؛ إتباع سياسة مساواة بين اليهود والعرب ودمج المواطنين العرب في الاقتصاد الإسرائيلي؛ تعزيز الوحدة الوطنية.·       ولا شك في أن نتنياهو اصطدم فور تسلمه مهمات منصب رئيس الحكومة في إثر ذلك الخطاب بضغوط وأمور اضطرارية كثيرة كتلك التي يواجهها عادة جميع رؤساء الحكومة في إسرائيل، وعندها أصبح هدف الحفاظ على البقاء يحتل المرتبة الأولى في سلم أولوياته. ويمكن القول إنه حتى الآن أثبت أنه فنان قدير في هذا الشأن، ولعل أكبر دليل على ذلك هو أن حكومته ما زالت تحظى بالاستقرار.·       في المقابل، فإن سعي نتنياهو للحفاظ على بقاء حكومته جعله يتماشى مع أي مناورة سياسية، وبالتالي فإنه يبدو أحياناً يمينياً أكثر من اليمينيين، وحريدياً أكثر من الحريديم [اليهود المتشددين دينياً]، وأحياناً أخرى يبدو علمانياً أكثر من العلمانيين، وشعبوياً أكثر من أتباع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان [رئيس "إسرائيل بيتنا"]، وأكثر حرصاً على تلبية المطالب الاجتماعية من حركات الاحتجاج.ومع أن رئيس الحكومة لم يتعهد في خطابه المذكور أعلاه بتطبيق قانون التعليم الإلزامي المجاني في إسرائيل بدءاً من سنّ 3 أعوام، إلاّ إنه بذل أقصى ما في وسعه كي تصادق الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد) على هذا القانون، وذلك يعود أساساً إلى رغبته في الحؤول دون اندلاع حملة احتجاج اجتماعية ومطلبية أخرى على غرار الحملة التي اندلعت في الصيف الفائت، وإلى رغبته في الحفاظ على بقاء الحكومة واستقرارها.