من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· لقد كان من الممكن أن تتحول المواجهة التي وقعت أول من أمس بين مستوطنين متطرفين وسكان قرية قصرة [الفلسطينية] إلى حمام دم لولا تدخل بعض سكان القرية الذين منعوا الانتقام من مجموعة الشبان الإسرائيليين [المحاصرين داخل مبنى في القرية]. ولو تأخرت قوات الجيش الإسرائيلي في الوصول إلى المكان، لكان من المحتمل أن يقتحم الجمهور المبنى الذي يحتجز الشبان داخله ليصب عليهم جام غضبه. ولكان من الممكن أن يؤدي هذا الحادث إلى جر الضفة الغربية كلها إلى دوامة من الهجمات الارهابية وعمليات الانتقام، وربما إلى عملية عسكرية.· ومن المنتظر أن تتزايد هذه الحوادث كلما اتضح أن مبادرة السلام الأميركية جدية، فالزيارات المتكررة لوزير الخارجية الأميركي جون كيري تقرب اللحظة التي يتوجب فيها على الزعامتين الإسرائيلية والفلسطينية اتخاذ قراريهما حيال اقتراح الولايات المتحدة المتعلق باتفاق إطار بين الطرفين.· وفي الواقع فإن مساعي كيري توتر اليمين وتثير قلقه، والدليل على ذلك كلام رئيس حزب البيت اليهودي نفتالي بينت، الذي حذر أول أمس من "الصديقة [الولايات المتحدة] التي تدفعنا إلى الانتحار".· يوجد في هامش معسكر اليمين مجموعة لا بأس بها من النشطاء تطالب بمواصلة استخدام ميزان الرعب من خلال عمليات "جباية الثمن". ويدعم هؤلاء الثأر الأعمى من الفلسطينيين ومن أملاكهم في كل مرة تتخذ فيها الإدارة المدنية قراراً بإخلاء أو تدمير مبنى غير قانوني في البؤر الاستيطانية. وأضيف إلى ذلك توجه مقصود يهدف إلى اشعال الوضع على الأرض من أجل إفشال المبادرة الأميركية.· إن الإنجازات التي حققتها القوات الأمنية على صعيد كبح عمليات الإرهاب اليهودي ما زالت قليلة. والمجموعة التي أتت من البؤرة الاستيطانية "إيش كادوش" للقيام بعمليات تخريب في قرية قصرة كانت تضم على الأقل ناشطين متطرفين يعرفهما جهاز الأمن العام الشَباك جيداً. ويمكن ان نضيف إلى ذلك قيام الإدراة المدنية في ذلك الصباح باقتلاع أشجار زرعها المستوطنون على أراض فلسطينية في المنطقة، مما يعني أنه كان بالامكان الاستعداد بطريقة ملائمة لمواجهة الاستفزازات التي جرت لاحقاً ذلك اليوم.· لكن عجز القوى الأمنية لا يبرز فقط على الصعيد التنفيذي، إذ يلاقي اللواء اليهودي في الشاباك وشرطة يهودا والسامرة صعوبة في جمع ما يكفي من الأدلة القانونية التي تسمح بإحالة مرتكبي الاعتداءات على المحاكمة، وكان الإنجاز الأكبر لهذه القوات هو جمع المعلومات الاستخباراتية التي سمحت بإصدار أوامر تقضي بإبعاد ثمانية نشطاء من اليمين المتطرف عن الضفة.· لكن هذا لن يكون كافياً عندما تسوء الأحوال على الأرض. ولذا فعلى القوى الأمنية والسلطات القانونية العمل بجدية من أجل ضمان اعتقال مخططي الاعتدءات ومعاقبتهم.